يقول الكاتب الإسرائيلي بن -درور يميني إن إسرائيل تقف عند مفترق حاسم بعد أن قبلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بوقف إطلاق النار وصفقة الرهائن المدعومة من الولايات المتحدة عبر ستيفن ويتكوف، مع تحذيرات من أن رفض المقترح سيخدم الإستراتيجية الدبلوماسية لحماس.
وأوضح يميني في مقال بموقع “واينت/يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل وافقت بالفعل على إطار وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن في غزة الذي قدمه ويتكوف، وأرسلت حماس ردا إيجابيا: موافقة على صفقة جزئية مع إمكانية التوسع إلى اتفاق أوسع.
وقال إن التفاصيل معروفة، والكرة الآن في ملعب إسرائيل مجددا. ومع استعداد إسرائيل لردها، يجدر التذكير بأن لدى حماس إستراتيجية. فهي لا تستطيع هزيمة الجيش الإسرائيلي عسكريا، بل تستطيع هزيمة إسرائيل دبلوماسيا.
وأضاف أن هذه ليست وجهة نظر، بل حقيقة، إذ لم تكن المكانة الدولية لإسرائيل يوما أسوأ من الآن، والخطر أنها قد تغرق أكثر، ولا حاجة لترك الأمر يصل إلى هذا الحد.
“حبائل حماس”
ودعا الكاتب إسرائيل إلى أن تتجنب، قبل كل شيء الأوهام، قائلا إن تهديد إسرائيل بغزو غزة ليس هو ما دفع حماس لتغيير موقفها، بل إن الأمر على العكس، وإن هذا التهديد هو بالضبط ما تسعى إليه حماس.
وأعرب عن اعتقاده بأن تغيير موقف حماس جاء نتيجة للضغط العربي، وليس التهديدات الإسرائيلية.
وتوقع أن تقع إسرائيل في الفخ الذي نصبته حماس إذا قالت “لا”، مؤيدا وجهة نظره بأن مجرد التلويح بالسيطرة على مدينة غزة قد أثار دعوات متزايدة للعقوبات. وأكد أن تنفيذ عملية برية فعلية سيؤدي إلى انهيار أكبر بكثير.
وقال يميني إن إستراتيجية حماس أكثر تطورا من إستراتيجية إسرائيل. وكان ينبغي لإسرائيل أن تكون هي من ينصب فخا لحماس: إعلان وقف إطلاق نار أحادي الجانب مع المطالبة في الوقت نفسه بالإفراج عن الرهائن ونزع السلاح من غزة.
وزعم أنه لو قبلت حماس بما كان على إسرائيل أن تبادر به، لاستفادت إسرائيل. ولو رفضت حماس، لكانت المبادرة الإسرائيلية قد أنقذت على الأقل جزءا من الانهيار الدبلوماسي، بينما تمنح إسرائيل قدرا من الشرعية إذا تبين أن القتال الإضافي ضروري.
وهم إمكانية ردع حماس
ومضى يميني يقول إن هناك أصواتا في إسرائيل لا تزال تصر على أن حماس يمكن ردعها بالانتقام. وتساءل: هل يعتقد هؤلاء حقا أن الموت يمكن استخدامه كتهديد ضد من يرون الموت أسمى غاياتهم؟
وأكد أن الحقيقة الواحدة التي يجب أن تكون واضحة لصناع القرار في إسرائيل هي انهيار مفهوم أن قادة حماس يخشون من التهديد بالمزيد من التدمير والموت.
وختم بالقول إن حماس لا تخشى رفض إسرائيل، وربما تأمل فيه، إذ سيزيد ذلك فقط من أضرار إسرائيل: مزيدا من المقاطعات الأكاديمية، ومزيدا من المقاطعات الثقافية، ومزيدا من حظر الأسلحة، ومزيدا من الانتصارات لحركة المقاطعة. والآن أمام إسرائيل فرصة لإيقاف الانهيار، ويجب ألا تفوتها.