اعلان

يتوجه البولنديون، الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد يخلف الرئيس المحافظ المنتهية ولايته أندريه دودا، في انتخابات توصف بأنها بالغة الأهمية لبولندا، الدولة الواقعة على الخط الأمامي في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية.

تأتي الانتخابات في ظل أجواء متوترة، بعد أن أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، الجمعة، أن قراصنة روساً استهدفوا المواقع الإلكترونية لحزبه “المنصة المدنية” وأحزاب أخرى ضمن الائتلاف الحاكم، وذلك قبل يومين فقط من التصويت.

وكتب توسك على منصة “إكس”: “قبل يومين من الانتخابات، هاجمت مجموعة من القراصنة الروس الناشطين على تطبيق تيليغرام مواقع المنصة المدنية الإلكترونية”، مضيفًا أن الهجمات شملت أيضًا مواقع حزبي “اليسار” و”الشعب البولندي (PSL)”، مشيرًا إلى أن الهجوم لا يزال مستمرًا، وأن الأجهزة الأمنية تعمل على احتوائه.

وفي تطور متصل، تحقق السلطات البولندية في تقارير عن إعلانات مدفوعة على فيسبوك قد تمثل تدخلاً أجنبيًا في الانتخابات، بعدما كشف المعهد الوطني البولندي لأبحاث الشبكات (NASK) أن تلك الإعلانات قد تكون جزءًا من حملة تضليل. وأفاد المعهد بأنه أبلغ شركة “ميتا” المالكة لفيسبوك، وتمت إزالة الإعلانات لاحقًا.

سباق محتدم على منصب يتمتع بصلاحيات واسعة

يُعد رافائيل ترزاسكوفسكي، رئيس بلدية وارسو وعضو حزب “المنصة المدنية”، أبرز المرشحين في السباق الرئاسي، وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال مواجهته في جولة الإعادة، المقررة في 1 حزيران/ يونيو، للمؤرخ المحافظ كارول ناوروكي، المدعوم من حزب “القانون والعدالة” الذي حكم البلاد من 2015 حتى 2023.

وقال ترزاسكوفسكي في آخر تجمع انتخابي له، الجمعة، إن بولندا بحاجة إلى رئيس “يتمتع بالمصداقية”، مضيفًا: “علينا تعزيز أمننا، وإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، وتحصين حدودنا الشرقية، والاستثمار في صناعتنا الدفاعية — ويجب أن نفعل ذلك معًا”.

من جانبه، وعد ناوروكي بأن يجعل من بولندا “رائدة الاتحاد الأوروبي في العلاقات عبر الأطلسي”، مؤكداً التزامه بتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لبولندا ضمن حلف الناتو.

وتكتسب هذه الانتخابات أهمية خاصة نظراً للموقع الجغرافي الحساس لبولندا، التي تحد روسيا (عبر جيب كالينينغراد)، وبيلاروسيا، وأوكرانيا التي تشهد حرباً مستمرة. وتُعتبر بولندا مركزًا لوجستيًا رئيسيًا لنقل المساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا، ولها دور محوري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي.

ورغم أن النظام في بولندا برلماني، فإن منصب الرئيس يتمتع بصلاحيات مؤثرة، منها قيادة القوات المسلحة، واستخدام حق النقض (الفيتو)، والمساهمة في صياغة السياسة الخارجية، إلى جانب دوره الرمزي في الخطاب الوطني.

مع وجود 13 مرشحًا في السباق، من غير المتوقع حسم النتائج في الجولة الأولى، لكن الأنظار تتجه إلى مدى تأثير الهجمات السيبرانية والتدخلات المعلوماتية على العملية الانتخابية، وعلى مستقبل التحالفات السياسية والأمنية لبولندا في منطقة تتسم بقدر كبير من التوتر وعدم الاستقرار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version