جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في تركيا

في محاولة لإيجاد حل دبلوماسي للصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، انطلقت اليوم جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، تركيا. تأتي هذه الجولة في ظل ضغوط دولية متزايدة، حيث غادر الوفد الروسي موسكو متجهًا إلى إسطنبول لعقد المحادثات مع الجانب الأوكراني، وفقًا لما نقلته وكالة تاس الروسية.

الضغط الدولي وتأثيره على المفاوضات

تأتي هذه الجولة الثالثة من المحادثات المباشرة بين الطرفين بعد جولتين سابقتين عقدتا في مايو ويونيو الماضيين دون تحقيق اختراق ملموس لإنهاء الحرب. وقد تم التوصل خلالهما إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح مئات الأسرى من كلا الجانبين وإعادة جثث الجنود. إلا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب كان قد أمهل روسيا 50 يومًا للتوصل إلى اتفاق مع كييف، محذرًا من عقوبات صارمة إذا لم يتم تحقيق تقدم.

التحديات أمام التقدم الدبلوماسي

رغم الجهود المبذولة، لا تزال احتمالات إحراز تقدم كبير محدودة بسبب التعارض الكبير في مواقف الجانبين. فقد قدمت روسيا قائمة مطالب تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق أعلنت موسكو ضمها في سبتمبر 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014. كما طلبت موسكو من كييف رفض كل أشكال الدعم العسكري الغربي.

الموقف الأوكراني ورغبة زيلينسكي

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبته في التحضير لاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للحرب. وتوقع زيلينسكي أن تتناول المفاوضات الجديدة مسألة عمليات تبادل الأسرى وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نُقلوا قسرًا إلى روسيا.

قيادة الوفود والتوقعات المستقبلية

سيقود وزير الدفاع السابق روستم أوميروف وفد التفاوض الأوكراني، وهو معروف بحنكته الدبلوماسية وسيضم ممثلين لأجهزة الاستخبارات والدبلوماسية والرئاسة. أما الجانب الروسي فلم يعلن بعد عن تشكيلة فريقه المفاوض لهذه الجولة، لكن الجولات السابقة كانت بقيادة مسؤول الصف الثاني وزير الثقافة السابق والمؤرخ فلاديمير ميدينسكي، ما أثار استياء كييف.

تصريحات الكرملين وتحليل الوضع الحالي

استبعد الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف حدوث اختراق كبير خلال هذه الجولة المرتقبة من المحادثات. وأشار بيسكوف إلى أن هناك الكثير من العمل الذي ينبغي إنجازه قبل أي لقاء محتمل بين بوتين وزيلينسكي، مؤكدًا أن مواقف الطرفين لا تزال “متعارضة تماماً”.

في سياق هذا المشهد المعقد والمتشابك:

  • الدور التركي: تلعب تركيا دور الوسيط المستضيف للمحادثات مما يعكس اهتمامها بتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز مكانتها كفاعل دبلوماسي مهم.
  • الموقف السعودي: يأتي موقف المملكة العربية السعودية داعمًا للجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار عبر الحلول الدبلوماسية المتوازنة والفعالة.
  • التحديات المستقبلية: تظل التحديات كبيرة أمام تحقيق تسوية شاملة للصراع نظرًا لتعقيدات الوضع السياسي والعسكري والمطالب المتباينة للطرفين.

ختاماً:

“يبقى السؤال مفتوحاً حول مدى قدرة الأطراف المعنية على تجاوز العقبات الراهنة والوصول إلى حلول توافقية تنهي الصراع وتحقق السلام المنشود.”

The post محادثات السلام الروسية الأوكرانية تنطلق في إسطنبول appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version