يواجه الكثيرون صعوبة في الحصول على نوم جيد، إذ يعاني 48% من البالغين في أستراليا من مشكلتين متعلقتين بالنوم على الأقل، ووسط هذا التحدي تبرز العادات الغذائية كعامل مهم يمكن أن يحدث فرقا بين نوم مريح وليلة مليئة بالندم على خيارات الطعام.

وتشير الأبحاث إلى أن توقيت الوجبات، وحجمها، ونوعيتها تؤثر على جودة النوم. وفقا لعالمة النفس البحثية الدكتورة شارلوت غوبتا من جامعة CQ في أديلايد، فإن تناول وجبة ثقيلة قبل النوم مباشرة قد يعيق الراحة.

وتقول غوبتا لصحيفة «الغارديان»: «الجسم ليس مهيأ لهضم الطعام ليلا، ما يجبره على تخصيص طاقته للهضم بدلا من الراحة والقيام بالمهمات الليلية الأخرى، ما قد يؤدي إلى استيقاظ متكرر ونوم غير مريح».

وأشارت إلى أن النصيحة الأساسية هي تناول آخر وجبة قبل النوم بساعتين على الأقل، مع تجنب تناول الطعام من بقايا الثلاجة أو الحلويات في منتصف الليل، كما أن حجم الوجبة الأخيرة يلعب دورا أيضا.

وتابعت: «من الناحية المثالية، يُفضل تناول وجبة كبيرة في منتصف النهار عندما يكون الجسم مستعدا للهضم بسبب التعرض للضوء، ووجبة أصغر في المساء، لكن يجب ألا تكون صغيرة جدا لتجنب الشعور بالجوع ليلا، ما قد يوقظ الجسم».

وفي ما يتعلق بمكونات الوجبة المثالية للنوم، تقول الدكتورة إليزابيث ماتشان، اختصاصية التغذية من معهد وولوك للأبحاث الطبية وجامعة سيدني، إن الأدلة ليست واضحة تماما.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الوجبات الغنية بالدهون قد تكون أكثر إشباعا، ما قد يساعد على نوم أفضل، لكن الوجبات عالية الدهون قد تقلل من مدة النوم.

وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الكربوهيدرات قبل النوم مضرة، تُظهر دراسات أن تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات قد يساعد على النوم بشكل أسرع.

وتؤكد ماتشان أهمية إدراج الخضروات في وجبة المساء لإبطاء عملية الهضم، ما يطيل الشعور بالشبع ويمنع الاستيقاظ جائعا، مشيرة إلى أن هناك اهتماما متزايدا بالمغذيات الدقيقة مثل التربتوفان، وهو حمض أميني يمكن تحويله إلى هرمون الميلاتونين المرتبط بالنوم، ويوجد في أطعمة مثل البيض، التوفو، السلمون، الحليب، الديك الرومي، وبعض المكسرات والبذور.

لكن ماتشان تشكك في تأثير التربتوفان، مؤكدة أن التعرض للضوء هو العامل الأكثر أهمية في تنظيم الميلاتونين.

وتوضح الدكتورة جين والش، مديرة مركز علوم النوم بجامعة غرب أستراليا، أن العلاقة بين النظام الغذائي والنوم تعمل في اتجاهين، الأشخاص الذين يتناولون الطعام متأخرا قد يعانون من نوم أسوأ، لكن من الممكن أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من نوم رديء يميلون إلى تناول الطعام في وقت متأخر.

وتشير إلى أن السلوكيات الصحية العامة، بما في ذلك النظام الغذائي والرياضة، تلعب دورا كبيرا في تحسين النوم، قائلة: «النوم يؤثر على النظام الغذائي والتمارين الرياضية، لذا تحسين النوم سيؤدي إلى تحسين كل شيء آخر».

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version