بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

في مشهد يعكس عمق المأساة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة، شوهد آلاف الفلسطينيين، الثلاثاء، وهم يحملون أكياس الطحين على ظهورهم أثناء عودتهم سيرًا على الأقدام من منطقة معبر زيكيم، شمال القطاع، في محاولة يائسة لتأمين الغذاء لأسرهم وسط حصار خانق ونقص حاد في الإمدادات.

معلم يصف الطحين بـ”الذهب الأبيض”

من بين هؤلاء، كان عيسى خضر، معلم لغة عربية نزح من شمال غزة، يحمل كيس طحين لأطفاله الستة، في رحلة محفوفة بالخطر.

يقول خضر في حديثه مع أسوشيتدبرس: “نحن في غزة نرى كيس الطحين كأنه ذهب أبيض. مشيت حوالي 15 كيلومترًا، وسحبت الكيس 3 كيلومترات أخرى، وكل ذلك تحت النار. والله، ودّعت أطفالي وكأنها المرة الأخيرة التي أراهم فيها، فإما أعود محمولًا أو جريحًا.”

خضر، الذي اضطر للتنقل بين ستة مواقع مختلفة منذ بدء الحرب، يصف أوضاع النزوح بالمأساوية: “هذا سادس مكان أتنقل إليه، وكل مكان كان أسوأ من الذي قبله. لم أعرف الراحة في أي منهم، والمكان الذي أنا فيه الآن هو الأسوأ.”

خيمة مثقوبة… وشظايا الموت

في لقطات مصورة من داخل خيمته، تظهر آثار القصف واضحة. يقول خضر إن مسجد الخالدي القريب من مكان إقامته المؤقتة تعرض لضربة جوية قبل يومين: “كل الشظايا والحجارة أصابت الخيمة وتسببت بهذه الفتحات… الله وحده من أنقذنا.”

تُظهر المشاهد كذلك مئات الأشخاص يجلسون فوق المركبات، وجرحى يُنقلون على عربات تجرها الحمير، فيما ترتفع أكوام الطحين على الأكتاف وكأنها غنائم معركة من أجل البقاء.

ارتفاع حصيلة الضحايا وسط تحذيرات دولية

يتزامن ذلك مع تصعيد عسكري إسرائيلي جديد، حيث لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات في غزة، رغم دعوات متزايدة من قادة سابقين في الجيش والمخابرات الإسرائيلية إلى وقف الحرب المستمرة منذ ما يقارب 22 شهرًا.

وفي المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد الضحايا تجاوز 61 ألف قتيل، بينهم المئات ممن لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع الغذاء أو مناطق إسقاط المساعدات جوا.

إطلاق نار عند مواقع الإغاثة

وبحسب شهادات شهود عيان، وتقارير من مسؤولين صحيين محليين ومكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن مئات الفلسطينيين سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء توجههم إلى أماكن توزيع المساعدات.

الجيش الإسرائيلي من جهته قال إنه يكتفي بإطلاق “طلقات تحذيرية”، ويشكك في دقة الأرقام المتعلقة بالضحايا.

اتفاق جديد لتحسين الإغاثة

ومع تصاعد الضغوط الدولية، أعلن جهاز التنسيق الإسرائيلي المسؤول عن دخول المساعدات أنه توصل إلى اتفاق مع تجار محليين لتحسين وصول الإمدادات الغذائية، في وقت يتزايد فيه القلق من مجاعة وشيكة في القطاع المحاصر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version