أثار تعذيب الشرطة الإسرائيلية فلسطينيًا بوحشية بعد اعتقاله من منزله في مخيم شعفاط في القدس المحتلة، وحفر “نجمة داود” على وجهه بآلة حادة، غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

وادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة اعتقلت الشاب الفلسطيني عروة شيخ من مخيم شعفاط بتهم تتعلق بالمخدرات، يوم الأربعاء الماضي، مضيفة أن 16 ضابط شرطة شاركوا في عملية الاعتقال، دون أن تعمل أي من الكاميرات المثبتة على أجسادهم.

ونقل موقع (Ynet) الإسرائيلي عن فاديم شوب، محامي المعتقل، أن موكله عُرض يوم الخميس الـ17 أغسطس/آب أمام محكمة جزئية في القدس، وكانت آثار الاعتداء تغطي كامل جسده، وقال إن 16 عنصرًا من الشرطة قاموا بتعنيفه بعد اقتحام منزله، وغطوا وجهه بقطعة قماش، قبل أن يحفروا على خده علامة “نجمة داود”، بينما أمر القاضي بإجراء تحقيق في الواقعة.

وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنه بسبب مقاومة الشاب الفلسطيني العنيفة للاعتقال، فإنها استخدمت “القوة المعقولة” ضده، موضحة أن “العلامات على وجهه جاءت بسبب ضربات تلقاها من حذاء شرطي إسرائيلي”.

وأثار هذا الاعتداء الذي وصفته منظمات دولية بـ “العنف الفاشي” حالة من الغضب والتنديد عبر المنصات الدولية، وحذرت من استمرار الممارسات والاعتداءات الدموية ضد الفلسطينيين.

وطالبت مؤسسات حقوقية ونشطاء وأعضاء كنيست إسرائيليون بضرورة التحقيق في الاعتداء بشكل موسع ومحاسبة الضباط الذين وصفوا بـ “النازيين الجدد”.

ومن جانبه، قال رئيس المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده: “لا أعرف الرابط بالضبط، لكن هذه الحادثة تذكّرني بشارة نجمة داود في ألمانيا”.

وكتب القانوني والباحث اليهودي ستانلي كوهين: “أمر هتلر جميع اليهود في باريس المحتلة بارتداء شارة نجمة صفراء، تميّزهم، على الجانب الأيسر من معاطفهم، نتنياهو يرى أن هذا غير كافٍ، وأمر بطبع نجمة داود على وجه الفلسطينيين”.

وأضاف: “نتنياهو عزز بيئة لا يتردد فيها رجال الشرطة الصهاينة في طبع نجمة داود على وجه أسير فلسطيني دون خوف من أي اتهامات”.

وبدورها غردت الباحثة والمؤرخة سارة هيرشورن: “ما فعله رجال الشرطة هؤلاء عار على كل يهود إسرائيل والعالم. لا أعرف حتى ما هي العقوبة التي يجب فرضها لقاء هذا، تبدو عقوبة السجن غير كافية، ربما عقوبة من السماء ستكون مناسبة”.

وكتب الصحفي الألماني الفلسطيني رشاد الهندي: “لم يعد هذا يعتبر عنفا مُعتادًا من قبل الشرطة أو الاحتلال، بل فاشية خالصة! هذه هي دولة الفصل العنصري الإسرائيلية”.

وعقبت منظمة كنديون من أجل العدالة والسلام في الشرق الأوسط:” ضرب ضباط شرطة إسرائيلية لاجئا فلسطينيا مُحتَجَزا لديهم في القدس الشرقية المحتلة وطبعوا نجمة داود على خده، بمشاركة 16 ضابطا. هذا هو العنف الفاشي للاحتلال الإسرائيلي”.

أما منظمة (نقف معا עומדים ביחד) اليسارية الإسرائيلية، فعلقت: “يستمر عنف الشرطة في الاحتدام، وهذه المرة بنكهة التفوق اليهودي. تتكرر مزاعم “الكاميرات لم تنجح”، ومن الواضح لنا أنهم يحاولون تطبيع واقع يمكن للشرطة أن تتصرف فيه كما تشاء دون أي توثيق، وفي مواجهة هذا يجب رفع الصوت الواضح. ويجب التحقيق مع رجال الشرطة هؤلاء”.

وكتبت عضو الكنيست من حزب العمل نعمة لازيمي: “لا توجد كلمات لوصف مدى ترويع وخطورة هذا الحدث، أولئك الذين يفترض بهم الحفاظ على السلم العام والقانون يمارسون العنف الشرير والسادي. حزينة علينا وما يحدث هنا. ويجب أن نصلحه من الألف إلى الياء”.

وعلق عضو الكنيست العربي أحمد طيبي: “16 من رجال الشرطة النازيين الجدد، فلسطيني واحد، نجمة داود، العديد من الوزراء الفاشيين. إسرائيل 2023”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version