بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

في أعقاب الزلزال المدمّر الذي ضرب أفغانستان الأسبوع الماضي وأودى بحياة ما لا يقل عن 2,200 شخص، ناشدت منظمة الصحة العالمية حكومة طالبان من أجل رفع القيود على عمل النساء في مجال المساعدات الإنسانية، والسماح لهن بالتنقّل دون مرافقة رجل، أو ما يُعرف بـ”المَحْرَم”.

وأوضحت الدكتورة موكْتا شارما، نائبة ممثل منظمة الصحة العالمية في أفغانستان، لوكالة رويترز، أن هناك نقصًا حادًا في عدد الموظفات في المناطق المنكوبة، مقدّرةً أن نحو 90% من الكوادر الطبية في المنطقة هم من الرجال، بينما لا تتجاوز نسبة النساء 10%، وغالبًا ما تقتصر أدوارهن على التمريض والتوليد، وليس ممارسة الطب وعلاج الحالات الحرجة.

وأشارت الأخيرة إلى أن هذا النقص يعيق تقديم الرعاية الصحية، إذ غالبًا ما تشعر النساء اللواتي يحتجن إلى العلاج بالحرج أو عدم الارتياح أو حتى الخوف من التعامل مع طواقم طبية من الذكور، كما يترددن في السفر بمفردهن للحصول على الرعاية.

ولفتت الطبيبة إلى أن القيود المفروضة على عمل النساء تضع المنظمات الإغاثية والعاملات في حالة من الإرباك، قائلة: “القيود كبيرة جدًا، وقضية المَحْرَم ما زالت قائمة، ولم يتم منح أي استثناء رسمي من السلطات الفعلية.”

وأضافت أنها وفريقها أثاروا القضية مع السلطات الأسبوع الماضي، مؤكدةً: “شعرنا بضرورة الضغط على السلطات لنقول إن الوقت قد حان لتوفير المزيد من الكوادر الطبية النسائية.”

وتؤكد طالبان أنها “تحترم حقوق النساء وفق الشريعة الإسلامية”، مشيرة إلى أنها تعمل لضمان حصولهن على المساعدات.

وكانت الحركة قد أصدرت في عام 2022 قرارًا يمنع الموظفات في المنظمات غير الحكومية من العمل خارج منازلهن، مع بعض الاستثناءات في قطاعي الصحة والتعليم. لكن هذه الاستثناءات بقيت محدودة، ولم تكن كافية لتأمين العدد اللازم من الكوادر النسائية، خصوصًا في حالات الطوارئ التي تتطلب تنقّلًا سريعًا.

الرعاية النفسية

من جهته، قال بير غول، من منطقة “سوماي” في إقليم كونار، أحد أكثر المناطق تضررًا من الزلزال، إن العديد من النساء في قريته أصبن بصدمة نفسية ويعانين من ارتفاع ضغط الدم بعد الكارثة، ويواجهن صعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الطبية. وأضاف: “لا توجد طبيبة لفحص النساء، هناك طبيب واحد فقط متاح.”

في هذا السياق، أعربت شارما عن قلقها البالغ تجاه عدم قدرة النساء على تلقي الرعاية الصحية النفسية للتعامل مع الصدمات، لا سيما أولئك اللواتي فقدن أفرادًا من أسرهن الذكور، ما يتركهن في مواجهة القيود المفروضة على النساء دون وجود معيل.

تبعات الزلزال

وكان شرق أفغانستان قد تعرّض في الأول من سبتمبر/أيلول إلى زلزال بقوة 6 درجات، أعقبته عدة هزات ارتدادية، ما أسفر عن إصابة أكثر من 3,600 شخص وتشريد آلاف، في وقت تواجه فيه البلاد تخفيضات حادة في المساعدات الإنسانية وأزمات متتالية.

وقد أدى تخفيض التمويل الدولي إلى انهيار شبه كامل في النظام الصحي، مع إغلاق نحو 80 مركزًا صحيًا في المناطق المتضررة منذ بداية العام بسبب نقص التمويل، واضطرار 16 نقطة صحية أخرى إلى التوقف بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء الزلزال.

وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 11,600 امرأة حامل تأثرن بالزلازل في بلد يُعد من بين الأعلى في معدلات وفيات الأمهات في آسيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version