أثارت تغريدة النجم المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي بعد انتقاده المبطن لاتحاد كرة القدم الأوروبي (يويفا) على نعيه اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد المعروف بلقب “بيليه فلسطين”، دون توضيح ملابسات استشهاده في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.

ففي منشور لـ”يويفا” يوم الجمعة الماضي على منصة إكس نعى الاتحاد اللاعب قائلا “نودع سليمان العبيد، بيليه فلسطين، موهبة منحت أملا هائلا لعدد لا يُحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات”.

ومع ذلك، اقتصر النعي على عبارات عامة دون أي توضيح أو تعاطف حقيقي مع ظروف وفاة العبيد، مما دفع محمد صلاح إلى إعادة تغريد منشور “يويفا” مرفقا بتعليق قال فيه “هل يمكن أن تخبرنا كيف مات؟ وأين؟ ولماذا؟”، معبرا بشكل غير مباشر عن استنكاره تجاهل الاتحاد الكشف عن ملابسات استشهاد اللاعب الذي كان ينتظر الحصول على مساعدات إنسانية وقت الحادثة.

وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد أعلن الأربعاء الماضي أن سليمان العبيد البالغ من العمر 41 عاما استشهد في هجوم إسرائيلي استهدف المدنيين جنوب قطاع غزة أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية، في ظل تفاقم أزمة المجاعة المتفاقمة التي تضرب القطاع.

ولاقت تغريدة صلاح تفاعلا كبيرا بين نجوم وعشاق الساحرة المستديرة ووسائل الإعلام الدولية، حيث حصدت أكثر من 950 ألف علامة إعجاب و276 ألف إعادة مشاركة ونحو 20 ألف تعليق، وشاهدها نحو 62 مليون شخص خلال ساعات.

وأشاد ناشطون برسالة محمد صلاح إلى “يويفا”، معتبرين أنها ترجمة صادقة لوجع الفلسطينيين، إذ طرح سؤالا بسيطا يختصر مأساة استشهاد العبيد “هل تستطيعون أن تخبرونا كيف مات؟ وأين؟ ولماذا؟”، في إشارة واضحة إلى جرائم الاحتلال وضرورة فضحها أمام العالم.

كما رأى آخرون أن توقيت تغريدة محمد صلاح كان موفقا للغاية، إذ حققت صدى عالميا واسعا، وبعثت رسالة حقيقية إلى العالم مفادها أن هناك رياضيين فلسطينيين يستشهدون تحت القصف، وسط محاولات متعمدة لطمس قصصهم الإنسانية.

وكتب أحد النشطاء “تغريدة صلاح شجاعة من رجل شجاع، تغريدة واحدة فقط حطمتهم وجعلتهم في موقف محرج أمام العالم مع جرائم إسرائيل المتواصلة”.

وقال آخر “محمد صلاح بمجرد أن كتب تعليقا بسيطا عن اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد الذي استشهد وهو ينتظر المساعدات قلب الإعلام الإنجليزي ومواقع التواصل في إنجلترا، كلها في حالة بحث وتساؤل عن الموضوع، تخيلوا لو كان يتحدث منذ البداية”.

وعلق ناشط آخر “إنجلترا مقلوبة بسبب تويتة صلاح، ولذلك كان يُنتقد سابقا على صمته، لكنه الآن سلط الأضواء على معاناة أهلنا في غزة، أتمنى ألا يكون هذا موقفا مؤقتا”.

وأشار مغردون إلى أن سليمان العبيد لاعب كرة محترف كان من المفترض أن تكون حياته مختلفة، لكن مصيره انتهى في ظروف مأساوية بين آلاف المدنيين المحاصرين في غزة، والذين يعانون من الجوع والتهجير جراء سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية.

وأوضحوا أن العبيد استشهد برصاصة غادرة أثناء انتظاره المساعدات، وسط حالة من التجاهل الدولي، مما يعكس مأساة إنسانية كبيرة تتطلب تحركا إنسانيا وحضاريا من الجميع.

في المقابل، لفت مدونون إلى أن تغريدة محمد صلاح تحولت إلى “ترند” في إنجلترا، وليس فقط في مصر أو العالم العربي، مشيرين إلى أن تأثير لاعب بمدى جماهيريته بهذا الشكل يتناول قضية فرعية ويصل إلى تأثير واسع.

وأضافوا “تخيل لو كان يتحدث بهذه القوة منذ البداية عن الحصار والمجاعة، هل كان يمكن تمرير الأكاذيب الغربية بسهولة؟ هل كانوا سيستمرون في الضحك على نصف العالم وهم مكتومون؟ هل وصلوا إلى هذه البجاحة؟”.

وخلص كثيرون إلى أن هذه الخطوة تمثل أول موقف علني جريء لصلاح منذ نحو 22 شهرا من بداية حرب الإبادة في غزة، معتبرين موقفه رسالة تضامن قوية مع الشهداء من الرياضيين، وسلاحا فاعلا لتوصيل مأساة ومعاناة سكان غزة الذين يستشهدون كل يوم.

بدأ العبيد مسيرته الكروية في نادي خدمات الشاطئ، ثم انضم إلى نادي مركز شباب الأمعري بالضفة الغربية المحتلة، ثم نادي غزة الرياضي، وسجل أول أهدافه الدولية ضد اليمن عام 2010، وشارك في تصفيات كأس التحدي الآسيوي وكأس العالم 2014.

وخلال مسيرته الحافلة سجل العبيد أكثر من 100 هدف، مما جعله يُعتبر من قبل الكثيرين أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم الفلسطينية، واستشهد يوم الأربعاء الماضي عن عمر يناهز 41 عاما، وكان أبا لـ5 أبناء.

وبحسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، استشهد 421 لاعب كرة قدم أو ماتوا جوعا في غزة، بمن في ذلك 103 أطفال، كما تضررت 288 منشأة رياضية أو تحولت إلى أنقاض في جميع أنحاء المنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version