في الوقت الذي توافق فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المقترح الجديد الذي قدمه الوسطاء، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يراوغ كعادته كسبا للوقت، أما الإدارة الأميركية فقالت إنها تواصل مناقشة المقترح الخاص بوقف إطلاق النار في غزة.
ووفق ما أوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي، فإن المقترح الذي وافقت عليه حماس يتضمن مسارا لوقف دائم لإطلاق النار، وهو “أفضل ما يمكن تقديمه حاليا” للحفاظ على أرواح المدنيين في غزة.
ولم تحدد إسرائيل التي يقول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن الكرة في ملعبها، حتى الآن موقفها، لكنها سربت تصريحا لمسؤول سياسي رفيع في مكتب رئيس الوزراء، قال فيه إن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين الـ50 من قطاع غزة، وذلك كما نقلت هيئة البث الإسرائيلية.
ويرى محللون أن موافقة حماس على مقترح الوسطاء أدخلت نتنياهو في حالة من التخبط السياسي، فهو خائف، كما يشرح الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، من الاستمرار في الحرب، لأن نتائجها غير مضمونة، وخائف من أي اتفاق جزئي مع المقاومة الفلسطينية، باعتبار أن ذلك قد يؤدي إلى وقف شامل للحرب دون الشروط الإسرائيلية.
غير أن إسرائيل عليها أن تقرر-بحسب مصطفى- بين خيار الذهاب لحسم عسكري في غزة أو القبول باتفاق، ولا يمكنها أن تتخذ الخيارين في نفس الوقت، ويقول الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية إن نتنياهو أمام مأزق إستراتيجي، فالذهاب للحسم العسكري سيعني قتل جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، والذهاب لاتفاق سيعني القضاء على أحلامه وأحلام اليمين المتطرف في غزة.
ويعتقد الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد في حديثه لبرنامج ” مسار الأحداث”، أن نتنياهو المتخبط سيجد له مخرجا بفضل الدعم الأميركي، فالمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يقول كل ما يريده نتنياهو.
خيارات
وفي ظل التعنت الإسرائيلي والدعم الأميركي لتل أبيب، فإن هناك- يضيف زياد- 3 خيارات تنتظر غزة، إما الذهاب لمعركة دامية يرتكب خلالها الاحتلال مزيدا من الإبادة للغزيين ويقتل خلالها الأسرى الإسرائيليين، وإما الذهاب لوقف دائم للحرب، ولكنه تدريجي، وإما الذهاب إلى وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما ثم يعود الاحتلال الإسرائيلي إلى عدوانه على غزة.
وكما هي الحال بالنسبة لإسرائيل، فإن واشنطن لم تحدد موقفها بعد من المقترح الذي وافقت عليه حماس، ويصف المسؤول السابق بالخارجية الأميركية، توماس واريك رد حماس بالإيجابي والمثير للاهتمام، لكن بلاده ستناقش الأمر مع الإسرائيليين، ويقول إن موافقة حماس على وقف مؤقت لإطلاق النار يعطي مزيدا من التفاؤل عند الأميركيين.
وينص المقترح الجديد -وفق التسريبات- على تبادل 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة مقابل 1700 أسير فلسطيني منهم 45 من ذوي المؤبدات و15 من ذوي الأحكام العالية، على أن تستمر الهدنة 60 يوما يجري فيها التفاوض على وقف شامل للحرب.