استعرضت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى وسط جدل سياسي متصاعد حول التعامل مع الملف.

وقد شهدت عدة مواقع إسرائيلية مظاهرات واسعة النطاق في إطار ما أطلق عليه “إضراب الشعب” للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى، ورصدت القناة الإسرائيلية 12 مشاركة أعداد كبيرة من المواطنين في هذه الفعاليات التي وصفتها بـ”يوم الاحتياج ويوم التضامن”، حيث تجمعت الحشود في مختلف المواقع رافعةً مطالبها بتحرير الأسرى.

وتصاعدت حدة التوتر السياسي عندما وجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– انتقادات حادة للمتظاهرين، محذرا من أن المطالبين بإنهاء الحرب دون هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يعززون موقف الحركة فحسب، بل يبعدون إمكانية إطلاق سراح الأسرى.

وأكد نتنياهو أن هذا التوجه يضمن تكرار أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 مستقبلا.

تماشيا مع الموقف الحكومي، ظهرت أصوات منتقدة للمظاهرات من داخل الائتلاف الحكومي، إذ وصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الحملة بأنها “سيئة وستقبر الأسرى في الأنفاق”.

ردود غاضبة

وواجه هذا الموقف الحكومي ردودا غاضبة من شخصيات إعلامية وسياسية بارزة، إذ انتقد مقدم البرامج السياسية في القناة 13 شاي غولدن رئيس الوزراء نتنياهو بشدة، متهما من يهاجم عائلات الأسرى التي خرجت لتطلق صرخة احتجاج، بأنه لم يقم بواجبه أصلا.

وأضاف غولدن أن نتنياهو سمح لنفسه بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بأن يوجه اتهامات لأشخاص موجودين في الأسر بسببه.

وفي السياق ذاته، نددت البروفيسورة شيخما بريسلر -إحدى قيادات الاحتجاجات ضد الحكومة- بالتناقض في السياسة الحكومية، مشيرة إلى أن من وقع على صفقة استعادة الأسرى مع حماس في يناير/كانون الثاني الماضي هو نفسه من انتهكها لاحقا.

كما عبّرت المحامية نيسان كهانا، الخبيرة في تعزيز السياسات الاجتماعية، عن أملها في أن تتقبل الحكومة رسالة المتظاهرين، وأن تخرج من اللامبالاة، مؤكدة ضرورة إطلاق سراح الأسرى فورا.

وبدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ إن كل شعب إسرائيل خائف وقلق ويريد عودة الأسرى إلى بيوتهم.

من جهته، أشار المنسق السابق لأعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية إيتان تنفوط إلى وجود مفترق طرق فاصل بين هدفي الحرب.

وحذر من وجود من “يتفنن في رسم صورة وهمية تجمع بين الهدفين”، مؤكدا أن هذا المفترق يطرح خيارا واضحا: إما إطلاق سراح الأسرى وإما تنفيذ قرار المجلس الوزاري المصغر (الكابنت) بشأن غزة.

وعلى النقيض من ذلك، رد إيتمار ياعر نائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقا على الاتهامات الموجهة للمتظاهرين بمساعدة حماس، مؤكدا أن “هذا لا يساعد حماس” لأن الحركة “تعرف بالضبط ما الذي يحدث في دولة إسرائيل وليست بحاجة إلى هذا اليوم”.

كما أثارت التغطية الإعلامية للمظاهرات جدلا واسعا، ولفت مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14 هيل بيتون روزين إلى التباين في التعامل مع الاحتجاجات المختلفة، مشيرا إلى أن احتجاجات فئات أخرى كالإثيوبيين أو المعاقين تواجه عادة بـ”الهراوات والخيل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version