بقلم: يورونيوز
نشرت في
شهدت الساحة السياسية البريطانية هذا الأسبوع دفعًا غير مسبوق من داخل حزب العمال المعارض، حيث وقّع 60 نائبًا من حزب العمال البريطاني رسالة طالبت من الحكومة البريطانية اتخاذ خطوات فورية لوقف تنفيذ خطة إسرائيلية لنقل سكان قطاع غزة الى منطقة رفح الجنوبية، والاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وجاءت الرسالة بعد تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي حول نيته إخلاء كامل المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة وإعادتهم إلى مخيم مؤقت في مدينة رفح المدمرة، وهو ما وصفه الموقعون على الرسالة بأنه “تطهير عرقي”، مشيرين إلى أن هذه الخطوة قد تمثل “جريمة ضد الإنسانية”.
وأكد النواب في رسالتهم التي بُعثت إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن الصمت عن هذه الإجراءات “يُضعف” موقف المملكة المتحدة الداعي إلى حل الدولتين، ويُشجع على استمرار سياسة “الضم والإقصاء”.
وشملت الرسالة قائمة بأربع توصيات رئيسية، منها:
- وقف فوري لدعم الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ خطة رفح.
- إعادة تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
- العمل على تحرير الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
- الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
ومن بين التوصيات الأكثر إثارة للجدل دعوة الحكومة البريطانية إلى فرض حظر تجاري على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهو ما قد يُعتبر تحولًا دراماتيكيًا في السياسة الخارجية البريطانية.
وتتزامن هذه الرسالة، بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الرسمية إلى لندن، حيث دعا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وأكد أن الاعتراف المشترك بدولة فلسطين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة.
ورغم التزام وزارة الخارجية البريطانية بالاعتراف بفلسطين مستقبلًا، فإنها لم تحدد موعدًا لذلك، واكتفت بالقول إن ذلك سيتم “عند اللحظة التي يكون فيها التأثير الأكبر” وفي توقيت متزامن مع الشركاء الغربيين.
وتأتي هذه الرسالة كأول تعبير جماعي واضح من داخل البرلمان البريطاني يتضمن الكشف عن أسماء الموقعين، وهو ما يعكس تصاعد الخلافات داخل الطبقة السياسية البريطانية حول الطريقة الأنسب للتعامل مع التصعيد الأخير في قطاع غزة.
ومن بين الموقعين على الرسالة شخصيات برلمانية بارزة، مثل النائبة سارة أوين والنائب ليام بايرن، إلى جانب عدد من أعضاء اللجان البرلمانية المتخصصة. وقد تم تنسيق الرسالة عبر مجموعة “أصدقاء فلسطين والشرق الأوسط” التابعة لحزب العمال.