تواجه خدمة نقل الطلبة في بعض المدارس الخاصة تحديات متزايدة، حيث تبرز مشكلات ارتفاع الرسوم وضعف الإشراف، ونقص الحافلات في بعض المناطق، وعدم تنظيم نقاط التجمع والنزول، وقلة التأهيل في مجال قيادة هذه الحافلات، ما يؤثر سلباً في سلامة الطلبة وراحتهم، ويدفع ذوي طلبة إلى البحث عن بدائل حتى وإن كانت غير آمنة.
ورصدت «الإمارات اليوم» أبرز المشكلات التي تواجه ذوي الطلبة في عملية نقل أبنائهم، والمقترحات والحلول التي تحسن من كفاءة النقل المدرسي، حيث حدد ذوو طلبة ستة تحديات رئيسة تواجه منظومة نقل الطلبة في المدارس الخاصة، منها المبالغة في رسوم الاشتراك بالحافلات، وطول زمن الرحلة من المدرسة وإليها، والعشوائية في تحديد أماكن صعود ونزول الطلبة، والتكدس، وضعف الإشراف، وسلوك السائقين، وتفاوت الأعمار داخل الحافلة الواحدة ما يعرض الطلبة الصغار للمضايقات والتنمر، مشيرين إلى اضطرارهم لبدائل منها الـ«كار ليفت»، ووسائل النقل العام، وتوفير سكوتر للطلبة الأكبر سناً، والتناوب في نقل أبنائهم إلى المدرسة، بالإضافة إلى نقل السكن ليكون قريباً من المدرسة.
رسوم
وأشار ذوو طلبة: محمد سمير وماجد خلف وريم سامح إلى أن رسوم الحافلات تتراوح ما بين ٤٠٠٠ و٨٠٠٠ درهم، ولا تقاس على قيمة الرسوم أو المسافة من المدرسة لمنطقة سكن الطالب، فبعض المدارس رسومها لا تزيد عن 10 آلاف درهم ورسوم الحافلة تصل إلى ٦٠٠٠ درهم، فيما تُحصل مدرسة لذوي الدخل المحدود رسوماً للحافلات أعلى من الرسوم الدراسية ذاتها، مشيرين إلى أن بعض المدارس ترفع رسوم الحافلات سنوياً، الأمر الذي يشكل معاناة كبيرة للأسر محدودة الدخل، والتي لديها أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلفة.
تكدس
فيما لفتت ولية الأمر، وفاء سليم، إلى أنها ألغت اشتراك طفلتها من الحافلة المدرسية بعدما وجدت كل ثلاثة أطفال يجلسون على مقعدين بسبب التكدس وعدم وجود مقاعد كافية، لأن الحافلات الموجودة لا تكفي لاستيعاب الطلاب، بالإضافة إلى أنها طلبت من المدرسة تخفيض رسوم الحافلة حيث سيقوم زوجها بإيصال طفلتهما صباحاً على أن تعود في الحافلة عقب نهاية اليوم الدراسي، ما اضطرها للذهاب يومياً لإحضار طفلتها بسيارة أجرة حيث إنها لا تجيد القيادة.
تنمر
وأكد ذوو طلبة: محمد ريحان وأميرة عبدالرحمن وسلوى الطويل أن من أكثر الشكاوى المتكررة من منظومة الحافلات المدرسية انتشار التنمر بين الطلبة في الحافلة المدرسية، خصوصاً من الطلبة كبار السن ضد الأصغر منهم، مشيرين إلى أن دمج طلاب في مراحل عمرية مختلفة في حافلة مدرسية باختلاف اهتماماتهم وسلوكياتهم يشجع الطلبة الكبار على فرض سطوتهم على الأصغر سناً، ما يعرضهم لضرر نفسي نتيجة تعرضهم للتنمر المستمر والعنف اللفظي والبدني في بعض الأحيان، وينتج عنه تغير في سلوكياتهم إما بالانطواء الزائد، أو التقليد وممارسة العنف على من هم أضعف منهم.
رحلة طويلة
ويرى ذوو طلبة: ميلاد يوسف وعزة عبدالحميد وشيماء حمزة، أن المسافات الطويلة التي تقطعها الحافلات، والفترة الزمنية التي كثيراً ما تعرض أبناءهم لقضاء ما يعادل ثلث الوقت الذي يقضونه في اليوم الدراسي في رحلتي الذهاب والإياب من وإلى المدرسة، تشكل أحد أبرز الدوافع للبحث عن بديل للحافلات المدرسية، مشيرين إلى أن رحلة الحافلة من المنزل إلى المدرسة تستغرق أكثر من ساعة في الذهاب ومثلها في العودة، بسبب مرورها بالمناطق المختلفة البعيدة والقريبة، الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً لتجميع الطلبة، والوقت نفسه لتوصيلهم إلى منازلهم، ما يتطلب استيقاظ الطالب في الخامسة والنصف صباحاً والعودة إلى المنزل في الرابعة عصراً منهكاً، وكل ما يفعله هو الأكل والنوم، استعداداً لليوم التالي.
كفاءة السائقين
ووصف ذوو طلبة محمد شوكت ومي سيد ورانيا عمر سلوك السائقين بأنه غير مطمئن سواء في القيادة أو في التعامل مع الطلبة، مشيرين إلى أن غالبية السائقين يتسمون بالعصبية في التعامل، مطالبين بضرورة حرص المدارس عند اختيار السائقين على ضرورة اجتيازهم دورات تدريبية وتثقيفية ووضع لوائح صارمة في ما يتعلق بالمحافظة على سلامة الطلبة، مشيرين إلى أن سلوكيات بعض السائقين على الطريق تهدد سلامة الطلبة المتواجدين داخل الحافلة.
مشرفات
وأشاروا إلى أن التحديات تتضمن أيضاً عدم سيطرة المشرفة على الطلبة داخل «الباص»، ما يؤدي إلى مشكلات بين الطلبة، ويؤثر في السائق، وتركيزه في قيادة السيارة بأمان، ويتطلب تنظيم دورات تدريبية شاملة لمشرفات الحافلات، تضمن كيفية التعامل مع الأطفال خلال الرحلة من المنزل إلى المدرسة والعكس، والإسعافات الأولية التي قد يحتاج إليها التلميذ في حال تعرضه لأي مكروه صحي.
بدائل
وأجمع ذوو طلبة على أن بدائل الحافلات المدرسية التي يتجهون لها تشمل الـ«كار ليفت»، خاصة إذا كان الطالب يحتاج لوسيلة مواصلات في رحلة العودة فقط من المدرسة، أو لتقليل زمن الرحلة من وإلى المدرسة حيث تختصر الوقت بمقدار يزيد عن نصف المدة التي تحتاجها الحافلة خاصة وأن الـ«كار ليفت» يشارك فيه ثلاثة طلاب على أكثر تقدير، فيما يسمح ذوو طلبة لأبنائهم الأكبر سناً بالذهاب للمدرسة باستخدام السكوتر الكهربائي، أو استخدام وسائل النقل العامة في حال توافر محطة حافلات قريبة من المدرسة، وفي حال كان الطلبة أصغر سناً يقومون بالتنسيق في ما بينهم عبر «قروبات واتس أب» لتجميع الأطفال من المربع السكني نفسه للتناوب في نقلهم، بحيث تصطحب إحدى الأمهات الأطفال يومياً في سيارتها أو في سيارة أجرة وإيصالهم إلى المدرسة والعودة بهم، فيما تضطر بعض الأسر إلى نقل سكنها لتكون قريبة من مدرسة أبنائها.
إخلاء المسؤولية
شددت دائرة التعليم والمعرفة على أنه يُسمح فقط للطلبة في الحلقة الثالثة (وليس الطلبة الأصغر من ذلك)و ممن يستخدمون وسائل النقل غير المدرسيةو بالوصول إلى المدرسة والخروج منها دون مرافقة ولي الأمر، أو المسؤول البالغ المعين من قبل ولي الأمر، بما يتماشى مع متطلبات سياسة دائرة التعليم والمعرفة لضمان الرعاية في المدارس، مشيرة إلى أن المدارس لا تتحمل المسؤولية عن استخدام الطلبة لوسائل النقل غير المدرسية، نظراً إلى عدم وجود إشراف مباشر من قبلها على الرحلة، مشيرة إلى أنها في هذه الحالات يبدأ إشراف المدرسة من لحظة دخول الطالب إلى حرم المدرسة، ويحق للمدرسة تنظيم قبول استخدام هذه الوسائط واستخدام المسارات المناسبة والمواقف.
مسؤولية المدارس
أوضحت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي قيامها سنوياً بقياس رضا ذوي طلبة المدارس الخاصة عن خدمة الحافلات المدرسية عبر ثمانية مؤشرات: معايير القيادة، والالتزام بالمواعيد، والنظافة، ومكان الصعود والنزول، ومواعيد الصعود والنزول، واتباع معايير السلامة، وسلوك الطلبة داخل الحافلة، بالإضافة إلى خدمة الحافلات بشكل عام.
وأكدت الدائرة إلزام جميع المدارس الخاصة مع بداية العام الدراسي 2025 – 2026، بالامتثال الكامل لسياسة النقل المدرسي الجديدة (حصلت الإمارات اليوم على نسخة منها)، مشيرة إلى أنه يجب على اﻟﻤدارس توفير خدمة النقل اﻟﻤدرسي لطلابها سواء كان مباشرة أو من خلال مشغلين خارجيين معينين من قبلها، وتتحمل المدرسة المسؤولية الكاملة عن سلامة جميع الطلبة والأفراد على متن الحافلات المدرسية أثناء الرحلة حتى لو كانت المدرسة تعتمد على مشغلين من جهات خارجية، والتأكد من أن سياسة سلوك الطلبة الخاصة بالمدرسة تشمل أحكاماً لسلوك الطلبة أثناء الرحلة، ولا يجوز أن تتجاوز مدة رحلة الحافلة اﻟﻤدرسية المدة المحددة من قبل مركز النقل المتكامل من نقطة الاستلام إلى نقطة التوصيل النهائية والعكس.
وأشارت إلى ضرورة أن يقترح المشغلون رسوم الحافلات اﻟﻤدرسية بناءً على إطار عمل رسوم الحافلات اﻟﻤدرسية ﻟﻤركز النقل اﻟﻤتكامل، ويتم اﻟﻤوافقة عليها من قبل دائرة التعليم، كما يجب التنسيق مع المركز قبل اﻟﻤوافقة على طلبات زيادة الرسوم الاستثنائية.
10 قواعد
حدد الدليل الإرشادي لتنظيم حركة سير الحافلات المدرسية، المعتمد من مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، 10 قواعد لضمان سلامة الأطفال في الحافلات المدرسية تشمل: منطقة الخطر، وعبور الطريق، ومنطقة الوالدين، والانتظار في مكان آمن، والقدوة، والتأكد من نوع الحزام، وعدم إزعاج السائق، وتحذير السائق، وعدم التجاوز، بالإضافة إلى مراقبة الطفل، مشيراً إلى ضرورة تثقيف الأطفال بشأن ما يسمى بمنطقة الخطر المحيطة بالحافلة حيث تقع منطقة الخطر على بعد 10 خطوات (خمسة أمتار) من جميع جوانب الحافلة، وتجنب دخول النقطة العمياء لسائق الحافلة، وتوجيه الطالب إلى المشي لحافة ممر المشاة، كما يجب أن يتأكد الوالدان من استلام الأطفال على جانب الطريق حيث يتم إنزال الطفل وليس عبر الطريق حيث يمكن للأطفال أن يكونوا متحمسين جداً لرؤية والديهم بعد المدرسة لدرجة أنهم يندفعون عبر الطريق وينسون قواعد السلامة، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون نقطة الانتظار المختارة آمنة وبعيدة عن حافة الطريق، وأن يأتي الطلبة قبل خمس دقائق على الأقل من أجل تجنب الخطر الذي قد ينشأ نتيجة التسرع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news