بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في
آخر تحديث

اعلان

بدا نتنياهو وترامب الجمعة وكأنهما يتخليان عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مع حماس، حيث صرّح كلاهما بأنه بات واضحًا أن الحركة لا تريد اتفاقًا.

وقال نتنياهو إن إسرائيل تدرس الآن خيارات “بديلة” لتحقيق أهدافها في إعادة رهائنها من غزة إلى ديارهم، وإنهاء حكم حماس في القطاع، حيث ينتشر الجوع ويتشرّد معظم السكان وسط دمار واسع النطاق.

ترامب: سيلاحقون

خلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض قبيل مغادرته إلى اسكتلندا، قال ترامب إنه يعتقد أن قادة حماس سيُلاحقون الآن: “حماس لم تكن ترغب حقًا في إبرام صفقة. أعتقد أنهم يريدون الموت. وهذا أمرٌ سيء للغاية. وقد وصلت الأمور إلى حدٍّ يُجبرنا على إنهاء المهمة”.

ورداً على سؤال عما إذا قد تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل زيادة تدفق المساعدة إلى القطاع، رفض ترمب الحديث عما دار في المكالمة، لكنه قال: “الأمر كان مخيباً للآمال إلى حد ما.. فعندما تصل إلى آخر 10 أو 20 رهينة، سيكون من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق مع حماس”.

كما رفض ترامب خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلاً: “ما يقوله لا يُهم. إنه رجل طيب للغاية. أنا معجب به، لكن هذا التصريح لا قيمة له”.

بدا أن هذه التصريحات لا تترك مجالًا يُذكر، على الأقل على المدى القصير، لاستئناف المفاوضات لوقف القتال، في وقتٍ يتزايد فيه القلق الدولي إزاء تفاقم الجوع في غزة التي أنهكتها الحرب.

نتنياهو يبحث عن بدائل

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة إن إسرائيل تدرس الآن مع حليفتها الولايات المتحدة خيارات بديلة لإعادة الرهائن من غزة، وإنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة، وضمان السلام الدائم لإسرائيل والمنطقة، حسب قوله.

وأكد نتنياهو أن المبعوث الأمريكي ويتكوف على حق، وحماس هي العقبة أمام اتفاق إطلاق سراح الرهائن.

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية أنها لا تعرف ما الذي يقصده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى، وذلك بعد انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.

وقالت مصادر أمنية -للقناة الـ12 الإسرائيلية- إنها لا تعرف ما الذي يقصده نتنياهو بحديثه عن بدائل لاستعادة الأسرى.

وأضافت أن رئيس أركان الجيش أوضح أن هناك خيارين فقط، إما أن يتلقى أوامر بالسيطرة الكاملة على غزة مع ما يترتب على ذلك من خطر على حياة الأسرى، أو أن يستمر الوضع الحالي على أمل أن يؤدي إلى الضغط على حركة حماس، حسب القناة الإسرائيلية.

في السياق ذاته، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إنّ ماهية بدائل استعادة الأسرى من غزة مبهمة. وقال المسؤول إنه من الضروري خلق أزمة لكسر الجمود في المحادثات، لكن ليس من مصلحة إسرائيل انهيارها بشكل شامل.

وتعقيبا على تصريحات نتنياهو، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إنّ الطريق الأمثل لاستعادة الأسرى و”تحقيق النصر” يتمثل في وقف كامل للمساعدات الإنسانية واحتلال كامل لقطاع غزة و”تدمير تام لحماس والتشجيع على الهجرة والاستيطان”، وطالب نتنياهو بإعطاء الأوامر لتنفيذ هذه المهمة.

حماس تستغرب تصريح ترامب

قالت حركة “حماس” الجمعة إنها لم تُبلغ من قبل الوسطاء بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستغربة تصريحات ترامب التي حمّلها مسؤولية انهيار المباحثات الأخيرة في قطر.

وقال القيادي في حماس طاهر النونو في تصريح صحفي إن الحركة لم تُبلغ بوجود أي إشكال بشأن أي ملف خلال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف النونو أن قطر ومصر تبذلان جهودا كبيرة وبيانهما بشأن الوساطة إيجابي، ورأى أن التصريحات الإسرائيلية السلبية هي محاولة “للهروب من نتائج المفاوضات”، حسبما نقلت “الأسوشيتد برس”.

وأكد أن الحركة “تعاملت بإيجابية مطلقة” مع جهود الوسطاء، معربا عن استغرابه من تصريحات الرئيس ترامب التي حمّل فيها حماس مسؤولية انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار.

وأوضح أن “الموقف الأميركي مستغرب في ظل التقدم الذي حدث في المفاوضات”، مشددا على جاهزية حماس لاستكمال المفاوضات وجادة في التوصل إلى اتفاق ينهي حرب غزة.

وأشار النونو إلى أن المفاوضات كانت تسير بشكل إيجابي والتصريحات الأمريكية ليس لها أي مبرر، مشيراً إلي أن المفاوضات شهدت “تقاربا كبيرا بشأن خرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة”.

تعثّر مفاوضات الدوحة

وكان ويتكوف قد قال الخميس إن واشنطن ستدرس الآن خيارات بديلة لإعادة الأسرى بعد رد حركة حماس الذي وصفه بأنه يظهر عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

وأضاف ويتكوف أنه تقرر إعادة فريقهم من الدوحة لإجراء مشاورات، معتبراً أن حماس “غير متجاوبة ولا تبدي حسن نية، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء”.

وعبر المبعوث الأمريكي عن أسفه أن تتصرف حماس بهذه الطريقة التي وصفها بالأنانية، حسب وصفه، مشددا على أن بلاده مصممة على إنهاء هذا الصراع وتحقيق سلام دائم في غزة، ومحاولة تهيئة بيئة أكثر استقرارا لسكان القطاع.

قال القيادي في حماس باسم نعيم، على فيسبوك إن المحادثات كانت بناءة، وانتقد تصريحات ويتكوف باعتبارها تهدف إلى ممارسة الضغط نيابة عن إسرائيل.

وقال: “ما قدمناه – بوعي وفهم كاملين لتعقيد الوضع – نعتقد أنه يمكن أن يؤدي إلى اتفاق إذا كانت لدى العدو الإرادة للتوصل إليه”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن الوسيطين قطر ومصر إحراز بعض التقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات وأعرب البلدان عن التزامهما بمواصلة السعي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بالشراكة مع الولايات المتحدة.

ينص وقف إطلاق النار المقترح على تعليق القتال لمدة 60 يومًا، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وإطلاق سراح بعض الرهائن الخمسين المتبقين لدى الفصائل مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل.

وقد تعطلت الهدنة بسبب الخلاف حول مدى انسحاب إسرائيل من قواتها ومستقبلها بعد 60 يومًا في حال عدم التوصل إلى اتفاق دائم.

انتقادات متزايدة بسبب الوضع الإنساني الكارثي في غزة

ويتفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق في القطاع، وسط تحذيرات من انهيار كامل للقطاع الصحي وبلوغ المجاعة مراحل حرجة، في ظل استمرار الحصار، ونقص الغذاء والدواء، وارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، تسجيل عشرات الوفيات الجديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الأيام الماضية، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات بسبب هذه الأسباب إلى 117  حالة منذ بداية الأزمة، وفق ما نُشر على الصفحة الرسمية للوزارة.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ردًا على تدهور الوضع الإنساني، أن باريس ستصبح أول قوة غربية كبرى تعترف بدولة فلسطينية مستقلة.

وقالت بريطانيا وألمانيا إنهما غير مستعدتين بعد للقيام بذلك، لكنهما انضمتا لاحقًا إلى فرنسا في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن حكومته لن تعترف بدولة فلسطينية إلا كجزء من اتفاق سلام تفاوضي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version