بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

 قُتل 25 شخصاً، منذ فجر اليوم الأحد، في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة. بينهم 9 أشخاص قتلوا أثناء محاولتهم الوصول لنقط توزيع المساعدات الإنسانية.

وشنّت الطائرات والدبابات الإسرائيلية، من ليل السبت حتى فجر الأحد، غارات مكثفة على الأطراف الشرقية والشمالية لمدينة غزة، ما أدى إلى تدمير منازل ومبانٍ سكنية، بحسب ما أفاد به سكان محليون لـ”رويترز”.

 وأكد شهود عيان للوكالة أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت قذائف على منازل وطرق في حي الصبرة وخان يونس وحي التفاح، كما تم تفجير مبانٍ في بلدة جباليا الشمالية، ما دفع عائلات إلى الفرار، بينما اختار آخرون البقاء، قائلين إنهم “يفضلون الموت في بيوتهم على التشرد”.

 في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته واصلت عملياتها في منطقة جباليا خلال الأيام الماضية، بهدف “تفكيك شبكة أنفاق تابعة لمقاتلي حماس وفرض سيطرة كاملة على المنطقة”، مضيفاً أن العملية “أدت إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية ومنع عناصر حماس من إعادة تأسيس بنية عسكرية في تلك الأماكن”.

 وكان الجيش الإسرائيلي قد وافق رسمياً على خطة عسكرية للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، وصفها بـ”الحصن الأخير” لحركة حماس، على أن تبدأ بعد بضعة أسابيع، في وقت تبذل فيه وساطات مصرية وقطرية جهوداً لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار.

 وفي تصريحات أدلى بها اليوم، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائل كاتس عزم إسرائيل على مواصلة الهجوم، مطالباً حماس بالاستجابة لشروط وقف الحرب، من ضمنها إطلاق سراح جميع الرهائن. وحذر من أن “مدينة غزة ستُدمر بالكامل إذا لم تُنهَ الحرب وفق الشروط الإسرائيلية”.

من جانبها، ردّت حماس في بيان رسمي، قائلةً إن “الخطة الإسرائيلية للسيطرة على غزة تُثبت عدم جديتها في الوصول إلى تسوية”، واعتبرت أن “وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الرهائن”، محملةً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “المسؤولية الكاملة عن مصيرهم”.

ودعت الحركة إلى استمرار الضغوط الرسمية والشعبية لوقف الإبادة والتجويع ضد شعبنا الفلسطيني”.

تتضمن الخطة المطروحة حالياً وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، وإطلاق سراح 10 من الرهائن الأحياء، وتسليم جثامين 18 آخرين، مقابل الإفراج عن نحو 200 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام الطويلة. وتنص الخطة أيضاً على بدء مفاوضات لوقف دائم للنار، تتضمن إعادة باقي الرهائن.

 وكان نتنياهو قد أكد، الخميس الماضي، أن إسرائيل “ستعود فوراً إلى طاولة التفاوض” لإنهاء الحرب التي دامت قرابة عام، شريطة أن تُلبى شروطها، بما في ذلك ضمان عدم عودة التهديدات من القطاع.

 لا مكان آمن

يُقدّر أن نحو نصف سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، يعيشون حالياً داخل مدينة غزة، في ظل ظروف إنسانية بالغة السوء. وبدأ عدد من العائلات بالرحيل، حاملين ما تبقى من ممتلكاتهم على عربات يدوية ومركبات قديمة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن شخص اسمه محمد قوله: “توقفت عن العد. كل مرة أظن أننا استقرينا، تأتي الغارات فنضطر للهروب. لا مكان آمن، لكن لا خيار أمامنا”.

 في المقابل، أصرّ آخرون على البقاء. وقالت آية (31 عاماً)، وهي أم لثمانية أشخاص لـ”رويترز”: “لن نغادر. لا نملك نقوداً لشراء خيمة، ولا نستطيع دفع تكاليف النقل. نحن جائعون، مرعوبون، ومهجورون”.

 وفي تقرير صدر الجمعة، أفادت منظمات عالمية بأن منطقتي مدينة غزة وجباليا تعانيان رسمياً من مجاعة، مع توقعات باتساع الرقعة. ورفضت إسرائيل هذا التصنيف، مشيرة إلى أنها عززت دخول المساعدات منذ أواخر يوليو.

 وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم، وفاة 8 أشخاص آخرين بسبب سوء التغذية والجوع، ما يرفع الحصيلة إلى 289 وفاة، بينهم 115 طفلاً، منذ بدء الحرب. 

وتشير تقديرات وزارة الصحة في القطاع إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 رداً على هجوم لحماس أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وخطف 251 رهينة، وأدّت إلى مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، ودمّرت بنيًة تحتية واسعة، وأجبرت السكان على النزوح الجماعي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version