بخصوص الوضع الإنساني في غزة وما وصفته الأمم المتحدة بـ”المجاعة”، فقد رفض السفير الأميركي تحميل إسرائيل المسؤولية، قائلا: “لا أعتقد أن إسرائيل سبب المجاعة. لقد قدمت ملايين الأطنان من الغذاء لغزة، ولم يحدث في التاريخ أن دولة تعرضت لهجوم كما حدث في السابع من أكتوبر واستمرت رغم ذلك في إرسال الغذاء”.

واعتبر أن حركة حماس تتحمل المسؤولية، مضيفاً: “حماس سرقت معظم الغذاء الموجه إلى غزة وأعادت بيعه في السوق السوداء. حتى غذاء الأمم المتحدة سُرق بنسبة 92% وفق تقاريرها. وبالتالي القول إن إسرائيل هي السبب ليس صحيحا”.

وتابع هاكابي: “نعم، هناك صور مأساوية للأطفال الجوعى، وأنا أتعاطف مئة في المئة مع المدنيين، لكنني لا أتعاطف مع حماس. هي التي وضعت شعبها في هذه الظروف المأساوية، ولو قررت أن ما فعلته في السابع من أكتوبر كان خطأ لانتهت هذه المأساة”.

ورداً على سؤال عن التناقض بين استشهاده بالكتاب المقدس وصور الأطفال الذين يعانون الجوع، قال هاكابي: “إيماني المسيحي لا يتعارض مع تعاطفي مع المدنيين، لكن الشر الذي تمثله حماس يجب أن ينتهي. كما أن الرئيس ترامب كان واضحا بأن حماس لا مستقبل لها في غزة، تماما كما لم يكن للنازيين مستقبل بعد الحرب العالمية الثانية”.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد توقع أن تنتهي الحرب في غزة خلال “أسبوعين أو ثلاثة”، غير أن السفير هاكابي بدا متحفظاً على هذا التقدير، قائلاً: “أتمنى أن يكون هذا هو الأمر، وسوف أقدم له الثقة. ربما يملك الرئيس معلومات يتحدث على أساسها، لكني لست مدركاً أن هناك شيئاً حتمياً”.

وأضاف: “الجميع يرغب في أن ينتهي هذا الأمر، لأن ما يجري مأساة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني”.

ورغم الانتقادات الموجهة له بتبني خطاب أشد من خطاب بعض أقطاب اليمين الإسرائيلي المتطرف، أكد هاكابي أن الأمر مرتبط بسياق سياسي ودبلوماسي معقد، موضحاً أن الأوروبيين دفعوا في منتصف الحرب نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبره “توقيتاً فظيعاً وخرقاً لاتفاقية أوسلو”.

وأضاف: “هذا الطرح تسبب في إضعاف السلطة الفلسطينية، وأدى إلى تشدد حماس وإلى إعلان إسرائيليين نيتهم فرض السيادة على بعض المناطق”.

ورداً على سؤال حول سخريته من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتعلقة بقيام دولة فلسطينية، قال هاكابي: “أنا أمثل الولايات المتحدة هنا. تصريحي حول أن يمنح ماكرون قطعة من الريفييرا الفرنسية كان إشارة إلى أن من يطرح فكرة الدولة الفلسطينية يجب أن يحدد أين ستقوم وكيف ستدار، وبأي ضمانات أمنية”.

وفي ختام المقابلة، تطرق السفير الأميركي إلى ملفات سوريا، وأكد أن هناك فرصة للتطبيع بين سوريا وإسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق أمني، قائلاً: “الوضع هش وحساس في سوريا، لكن يمكن أن يكون هناك سلام إذا اختارت دمشق التعاون. أود أن أرى سوريا شريكاً في الاتفاقيات الإبراهيمية في المستقبل القريب”.

وشدد هاكابي على أن الاستقرار الإقليمي يظل رهناً بوقف الدعم للجماعات المسلحة، معتبراً أن استمرار التصعيد يهدد أي مساعٍ نحو السلام.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version