قال الناشط الأميركي اليهودي جيكوب بيرغر، أحد المشاركين في الرحلة البحرية التي تسيّرها سفينة “حنظلة” نحو قطاع غزة، إنهم يضعون في حساباتهم احتمال اقتحام السفينة من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن جميع السيناريوهات واردة.

وأكد بيرغر، خلال مداخلة عبر قناة الجزيرة من على متن السفينة في عرض البحر المتوسط، أن الهدف الأول للسفينة للرحلة هو الوصول إلى شواطئ غزة لكسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية.

وأوضح بيرغر أنهم أعدّوا أنفسهم لاحتمال أن تعترض إسرائيل السفينة أو تقوم باحتجازهم، مضيفا أنهم يدركون طبيعة المخاطر، لكنهم في المقابل واثقون بجدوى تحركهم الجماعي من أجل تسليط الضوء على “الحصار غير القانوني المفروض على غزة”.

وشدّد على أن مشاركتهم تهدف إلى إبقاء الأنظار متجهة نحو الواقع الإنساني الكارثي في القطاع، معتبرا أن ما يتعرض له الفلسطينيون هناك يرقى إلى مستوى “محرقة تُرتكب في العلن”، على حد تعبيره، وأن الصمت الدولي حيال ذلك لم يعد مقبولا.

وأشار بيرغر إلى أن الأجواء داخل السفينة تتسم بالتماسك والوعي بقيمة الرسالة التي يحملونها، مؤكدا أن الطاقم يدرك خطورة المهمة، لكنه يؤمن بضرورة الاستمرار في التحرك من أجل رفع الحصار، وعدم الاكتفاء بمشاهدة ما يجري عن بعد.

وقال إن حالة الإبادة التي تتعرض لها غزة باتت مشهدا يوميا لا يمكن تجاوزه، موضحا أنه لم يعد يشعر بالخوف مما قد يحدث، بقدر شعوره بالمسؤولية الأخلاقية في مواجهة ما وصفه بـ”الهولوكوست المعاصر”، الذي يُرتكب على مرأى من العالم.

ولدى سؤاله عن احتمالية نجاح السفينة في الوصول إلى غزة، اعتبر بيرغر أن هذا هو السيناريو الذي يعملون من أجله، مؤكدا أن مجرد كسر الحصار والوصول إلى الشاطئ سيكون لحظة بالغة الرمزية في هذا الظرف الإنساني والسياسي الحرج.

جهل مقصود

وفي رده على بعض التحذيرات التي تلقاها من “أوساط صهيونية” بسبب كونه يهوديا، أوضح بيرغر أن مثل هذه الادعاءات تعكس جهلا مقصودا، مشددا على أنه أمضى وقتا طويلا في العمل مع الفلسطينيين، ويعرف تماما أنهم يميزون بين اليهودية كديانة، والصهيونية كأيديولوجيا استعمارية.

وأكد أن الفلسطينيين لا يستهدفون الناس بناء على هويتهم الدينية، بل يدركون من يقف إلى جانبهم ومن يعتدي عليهم، مضيفا أن مشاركته تأتي انطلاقا من قناعة شخصية بأن القضية الفلسطينية تستحق التضامن الإنساني والأخلاقي من الجميع.

وكانت السفينة “حنظلة” قد أبحرت يوم الأحد الماضي من ميناء غاليبولي الإيطالي، وعلى متنها 21 ناشطا دوليا من جنسيات مختلفة، بينهم 7 أميركيين، وعضو البرلمان الأوروبي إيما فورو، والنائب الفرنسي غابرييل كاتالا، والممثل الأميركي جاكوب بيرغر، إلى جانب مراسل الجزيرة محمد البقالي.

وتُعد الرحلة الحالية هي المحاولة السادسة والثلاثين التي ينفذها “أسطول الحرية” في إطار جهوده لكسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، وفق ما أكده مراسل الجزيرة من على متن السفينة.

وأشار إلى أن “حنظلة” هي سفينة صيد قديمة صُنعت عام 1968، ولا تحمل على متنها سوى الناشطين وبعض الهدايا الرمزية، وتتحرك بغطاء إنساني يهدف إلى لفت أنظار العالم إلى الأزمة المتفاقمة في القطاع المحاصر.

ويأتي هذا التحرك بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلّف حتى الآن أكثر من 59 ألف شهيد، وأدى إلى إصابة أكثر من 143 ألف شخص، وتشريد معظم سكان القطاع، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل والمؤسسات.

وتصف تقارير فلسطينية ودولية حجم الدمار في القطاع بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، وسط تحذيرات من انهيار شامل للوضع الإنساني، واتهامات متصاعدة للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version