بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أفادت وزارة الدفاع الأميركية أن طائرتين فنزويليتين من طراز إف-16 حلّقتا يوم الخميس 4 أيلول/سبتمبر فوق سفينة حربية أميركية أثناء وجودها في المياه الدولية في البحر الكاريبي.

ووصف البنتاغون الخطوة بأنها “استفزازية للغاية”، معتبرًا أنها تأتي في سياق مساعٍ لعرقلة العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.

وأوضح بيان نشره البنتاغون على منصة إكس أن “الكارتل الذي يدير فنزويلا يُنصح بشدة بعدم القيام بأي محاولة أخرى لعرقلة أو ردع أو التدخل في عمليات مكافحة المخدرات ومكافحة الإرهاب التي ينفذها الجيش الأميركي”.

وقال مسؤول أميركي، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”، إن الطائرتين كانتا تحلقان فوق المدمّرة “جيسون دنهم”، وهي واحدة من سبع سفن حربية أميركية على الأقل منتشرة في البحر الكاريبي وتضم أكثر من 4500 جندي من مشاة البحرية والبحارة، في إطار تعزيز عسكري يثير قلق كراكاس. وفي موازاة ذلك، ينفذ جنود من الوحدة 22 لمشاة البحرية تدريبات برمائية وطلعات جوية في جنوب بورتوريكو.

صمت فنزويلي ومخاوف من التصعيد

لم تُصدر وزارة الإعلام الفنزويلية أي تعليق رسمي على الحادثة الأخيرة، لكن كراكاس لطالما أكدت أن الانتشار العسكري الأميركي في البحر الكاريبي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وسيادتها. ويخشى مراقبون أن تؤدي الحوادث المتكررة بين الطرفين إلى تصعيد عسكري أوسع، خصوصًا في ظل استمرار الولايات المتحدة بتكثيف عملياتها البحرية والجوية تحت عنوان “مكافحة المخدرات والإرهاب”.

خلفية التصعيد والجدل حول شرعية الضربات

جاءت الحادثة بعد يومين فقط من ضربة أميركية استهدفت سفينة فنزويلية وأدت إلى مقتل 11 شخصًا. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن السفينة كانت تنقل شحنة مخدرات غير مشروعة، فيما نفت السلطات الفنزويلية هذه الرواية، معتبرة أن واشنطن تسعى إلى تبرير وجودها العسكري المكثف في المنطقة.

وقد أثار القرار الأميركي بتفجير السفينة، بدلًا من مصادرتها واعتقال طاقمها، جدلًا واسعًا في الأوساط القانونية والدبلوماسية.

ووصف خبراء القانون الخطوة بأنها غير مسبوقة وتشبه في طبيعتها العمليات التي نفذتها الولايات المتحدة ضد جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة، مشيرين إلى أن مثل هذه الإجراءات قد تتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية.

من جانبها، شددت إدارة ترامب على أن تصنيف جماعة “ترين دي أراغوا” كمنظمة إرهابية في وقت سابق هذا العام يمنحها الغطاء القانوني لملاحقة عناصرها ومصادرة أنشطتها، خصوصًا في مجال تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.

واتهم ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإدارة هذه الجماعة وتحويل الدولة إلى ما يشبه “كارتل مخدرات”.

دفاع من البنتاغون وانتقادات داخلية

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث دافع عن الضربة الأخيرة، وقال في تصريحات للصحافيين إن مثل هذه العمليات ستستمر ما دام تهديد المخدرات قائمًا، مضيفًا: “تسميم الشعب الأميركي قد انتهى”. ورأى أن تهريب المخدرات لا يقل خطرًا عن التهديدات الإرهابية، ما يستوجب الحزم في مواجهته.

لكن هذا التبرير لم يمنع بروز أصوات معارضة داخل الولايات المتحدة. فقد هاجمت النائبة الديمقراطية إلهان عمر الإجراءات التي اتخذها ترامب في البحر الكاريبي، ووصفتها بأنها “أفعال غير قانونية”.

وأضافت أن الكونغرس لم يعلن الحرب على فنزويلا ولا على “ترين دي أراغوا”، وأن مجرد تصنيف مجموعة ما كمنظمة إرهابية لا يمنح الرئيس الأميركي “شيكًا على بياض” لتجاهل صلاحيات الكونغرس الدستورية في قضايا الحرب والسلام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version