أعرب متعافون من مرض السرطان، من فئات عمرية مختلفة، عن امتنانهم العميق للرعاية الصحية المتقدمة، والدعم الإنساني الكبير الذي تلقوه خلال رحلة علاجهم في الإمارات، مؤكدين أن الأمل والإرادة والدعم الطبي المتخصص كانت عوامل حاسمة في تجاوزهم أصعب مراحل المرض.

وفي مقدمة القصص المؤثرة، تجربة الطفلة فاطمة أحمد حسن (15 عاماً)، التي تكفّل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعلاجها الكامل من مرض سرطان الساركوما، فور علمه بحالتها، ما كان له بالغ الأثر في منحها الأمل، ومساعدتها على استعادة حياتها.

وقال متعافون لـ«الإمارات اليوم»، على هامش احتفاء جمعية الإمارات للأورام، بتكريم 100 متعافٍ من 25 مستشفى من مختلف إمارات الدولة، أخيراً، في «متحف المستقبل» بدبي، بالتزامن مع شهر يونيو المخصص للاحتفاء بهم، إن تشخيص المرض شكّل صدمة أولى، إلا أن سرعة الاستجابة الطبية، وتوفير أحدث تقنيات العلاج، إلى جانب الدعم النفسي والمعنوي، لعبت دوراً جوهرياً في تحوّل المحنة إلى تجربة ملهمة.

وأشاروا إلى أهمية الفحوص الطبية المبكرة، حتى في غياب الأعراض، مشددين على أن الكشف المبكر يسهم بشكل كبير في السيطرة على المرض ورفع نسب الشفاء.

وأكدوا أن الإمارات قدمت نموذجاً متفرداً في التعامل الإنساني مع مرضى السرطان، من دون تمييز بين مواطن أو مقيم أو زائر، لافتين إلى أن ما لمسوه من احترافية الكوادر الطبية، وتوافر الأجهزة الحديثة، والرعاية المتكاملة، عزز شعورهم بالأمان والانتماء، وأعاد لهم الثقة بالحياة.

وشددوا على أن تجربتهم دفعتهم لإعادة النظر في أولويات الحياة، كما ألهمت بعضهم للتوجه نحو مهن إنسانية في المستقبل، كالطب والتمريض، لمساعدة من يمرون بتجربة مماثلة.

رحلة التشخيص

أعرب الطفل حمدان سعيد الفلاسي (11 عاماً) عن سعادته الكبيرة بتغلبه على مرض سرطان الدم (اللوكيميا)، مؤكداً أنه بدأ حياة جديدة مملوءة بالأمل والتفاؤل، وعاد إلى ممارسة هوايته المفضلة.

وقال: «أنا سعيد لأنني تغلبت على مرض السرطان، وعدت لممارسة كرة القدم، وأحب أن أتوجه بالشكر لدولتي الإمارات، على ما وفرته لي من رعاية وعلاج، ولعائلتي التي كانت سندي طوال رحلة العلاج، وأحب أن أصبح طبيباً في المستقبل، لأساعد المرضى كما ساعدني الأطباء».

وأكدت والدته أن رحلة التشخيص والعلاج لم تكن سهلة، مشيرة إلى أن الأعراض بدأت بآلام في العظام، ما دفعها للاعتقاد بأنها ناتجة عن اللعب المستمر، بحكم شغف طفلها بكرة القدم.

وشرحت أن «حمدان عانى في البداية آلاماً متكررة في العظام، واعتقدنا أنها نتيجة ممارسة الرياضة، فأجرينا له فحوصاً وأشعة، وكانت نتائجها طبيعية، إلا أن استمرار الأعراض دفعنا لإجراء فحوص متخصصة، ليتم تشخيصه لاحقاً بسرطان الدم (اللوكيميا)».

وذكرت أن حمدان بدأ علاجه الكيميائي في الخارج، لكنه أكمل خطة العلاج بالكامل داخل الإمارات، مشيدة بمستوى الرعاية الصحية داخل الدولة.

وقالت: «لاحظنا فرقاً واضحاً في مستوى الرعاية في الخارج وفي دولتنا، حيث لمسنا اهتماماً كبيراً من الدولة بالكادر الطبي، ضمن جهود القيادة الرشيدة للارتقاء بالقطاع الصحي، وتوفير أفضل سبل العلاج والرعاية لأبناء الوطن».

وتابعت: «أنصح الأهالي بإجراء الفحوص المبكرة، وعدم التهاون مع أي أعراض، فالتشخيص المبكر كان سبباً رئيساً في إنقاذ حياة ابني».

العلاج والأمل

وأعربت فاطمة أحمد حسن (15 عاماً) عن امتنانها العميق لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتكفل سموه الكامل بعلاجها من مرض سرطان «الساركوما»، مؤكدة أن هذا الدعم كان له بالغ الأثر في تجاوزها أصعب مراحل حياتها.

وقالت: «تكفل سموه بجميع نفقات علاجي حتى شُفيت تماماً، فله كل الشكر والامتنان على هذا الكرم والدعم الكبير، لقد أعاد لي الأمل، وغيّر مجرى حياتي».

وأضاف: «خلال رحلة العلاج مررت بكثير من التحديات، لكنني تمسكت بالأمل والصبر، ولهذا أقول لكل من يمر بتجربة المرض، إن الصبر هو المفتاح لتجاوز هذه الأزمة، وإن الأمل لابد أن يظل حاضراً مهما اشتدت الظروف».

وأكدت فاطمة أن التجربة غيّرت نظرتها للحياة، وغرست فيها رغبة حقيقية في مساعدة الآخرين.

وأضافت: «خلال فترة علاجي شعرت بمدى أهمية دور الطاقم التمريضي، والدعم النفسي الذي يقدمونه للمرضى، ولهذا أصبحت لدي رغبة كبيرة في أن أصبح ممرضة في المستقبل، لأساعد المرضى كما ساعدني من مروا بهذه التجربة، لا أحد يشعر بالمريض أكثر ممن مر بالألم نفسه».

رعاية عالمية

وقال الشاب مصطفى أسامة (23 عاماً) إن لحظة تشخيصه بسرطان سركوما العظام، قبل عامين، كانت صعبة ومؤلمة نفسياً.

وأضاف: «عانيت كثيراً عند سماعي الخبر، لكن مع بدء رحلة علاجي داخل الإمارات بدأ الأمل يعود لي، لما وجدته من رعاية طبية متقدمة، وكوادر خبيرة تعاملت مع حالتي باحترافية عالية». وأشار إلى أن مرضه كان من الأنواع النادرة، ومع ذلك وجد أطباء متخصصين، مؤكداً أن هذا المستوى من التخصص لم يجده في أي دولة أخرى، مشدداً على أهمية الفحص المبكر حتى في حال وجود أعراض بسيطة، لما له من دور في السيطرة على المرض.

وتابع: «كلمات الشكر لا تفي دولة الإمارات حقها، فقد وفرت لي أفضل الأجهزة والعلاج والأطباء والدعم النفسي، وكل ما أحتاجه في رحلة الشفاء».

طبيبة وأم

وأكدت المتعافية من سرطان الثدي، الدكتورة هند سلامة (طبيبة أسنان وأم لطفلين) أن حياتها تغيّرت بشكل كبير بعد تشخيصها بالمرض في عام 2023، لما تملك من مسؤوليات كأم وطبيبة، مشيرة إلى أن رحلتها مع المرض لم تكن سهلة، لكنها منحتها فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها، وعلى رأسها صحتها وعائلتها.

وقالت: «لم أكن أعاني أعراضاً، وتم اكتشاف إصابتي مصادفة، بفضل نصيحة طبيبة متخصصة، وهذا يؤكد أهمية الفحوص المبكرة حتى في غياب الأعراض، فهي قد تكون سبباً في إنقاذ الحياة».

وأضافت أن أصعب مراحل العلاج كانت خلال جلسات العلاج الكيميائي، لكنها تجاوزتها بفضل الدعم الكبير من عائلتها وأصدقائها.

وقالت: «في تلك اللحظات الصعبة، أدركت المعنى الحقيقي لوجود العائلة والأصدقاء».

وقدّمت شكرها لدولة الإمارات، مؤكدة أن الدعم الذي تلقته خلال رحلة العلاج كان استثنائياً.

وقالت: «أنا من فلسطين، وتحديداً من غزة، وعندما رآني الأطباء في حالة حزن، سألوني إن كنت أرغب في العودة إلى بلدي للعلاج، قلت لهم هذا بلدي، ولن أُعالج إلا هنا، الإمارات احتضنتني، وقدّمت لي كل ما أحتاج إليه من دون تفرقة بين مواطن ومقيم، شكراً دولتنا الإمارات».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version