بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
وقد أكدت وزارة الدفاع التركية أن التعاون جاء “استجابةً لطلب رسمي من الحكومة السورية”، موضحةً أنها بدأت فعلياً بتقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية السورية، خاصة في مواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش”.
هذا التوجه يندرج في إطار تعاون أوسع يربط بين البلدين منذ الإطاحة بالنظام السابق في دمشق أواخر 2024، وتشكيل حكومة انتقالية برئاسة أحمد الشرع، الذي زار أنقرة مطلع العام الحالي والتقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبحسب تحليل نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، فإن عدداً من قادة الجيش الجديد في سوريا كانوا سابقاً ضمن فصائل مدعومة تركياً، ما يسهل عمليات الدمج والتدريب. كما تشير التقارير إلى أن أفراداً من وزارة الدفاع السورية يزورون أنقرة بشكل متكرر، كان آخرها في إطار معرض “IDEF 2025” المقام حالياً في تركيا، بمشاركة أكثر من 400 شركة دفاعية من 44 دولة.
ولا يُفهم التحرك التركي فقط من زاوية الدعم العسكري، بل يُنظر إليه كجزء من استراتيجية إقليمية تهدف إلى موازنة النفوذ الإيراني والروسي، وربما أيضاً الحد من الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، خاصة بعد تصريحات إسرائيلية تطالب بـ”نزع سلاح الجنوب السوري”.
وعبر التاريخ لم تكن العلاقة بين دمشق وأنقرة يوماً سهلة. فمن استضافة سوريا لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في الثمانينات، إلى دعم تركيا لفصائل المعارضة خلال سنوات الحرب، كانت العلاقة مرشحة للانفجار أكثر من مرة. إلا أن المتغيّرات الأخيرة تشير إلى إعادة رسم المشهد الإقليمي.
فتركيا، العضو في حلف الناتو، تمتلك واحدة من أكثر الجيوش احترافاً في المنطقة، وهي الجهة الأقرب جغرافياً والأكثر قدرة على تزويد دمشق بالخبرات والمعدّات الدفاعية في ظل فتور الدعم الخليجي وتردد واشنطن.
ورغم الزخم السياسي، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جسيمة في ضبط الأمن الداخلي، خاصة بعد الاشتباكات الدامية في السويداء. كما أن اندماج عناصر من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري ضمن صفوف الجيش يثير قلقاً محلياً ودولياً، لا سيما في ظل تقارير عن انتهاكات سابقة لهؤلاء القادة.