بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

في مشهد غير معتاد، ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون رفقة ابنته المقربة ووالدتهما في مراسم افتتاح منتجع “ونسان-كلما” الساحلي الضخم، في خطوة قد تشير إلى تحوّل استراتيجي نحو استغلال السياحة كمصدر للدخل بعيدًا عن العقوبات الدولية.

أتمت كوريا الشمالية بناء مشروعها السياحي الأضخم خلال السنوات الأخيرة، منتجع “ونسان-كلما”، والذي تم تصميمه ليكون مركز جذب سياحي دولي، رغم الحصار والعقوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد منذ سنوات.

وشهد الافتتاح حضوراً لافتاً من النخبة السياسية والعسكرية في الدولة المعزولة، حيث وصل كيم جونغ أون إلى موقع الحفل على متن يخت فاخر، وظهرت برفقته ابنته “جو آي” التي برز دورها بشكل متزايد في المناسبات الرسمية، فيما عادت زوجته رى سول جو إلى الظهور العلني لأول مرة منذ أكثر من عام.

ووفقاً لتقارير إعلامية كورية جنوبية، فإن المنتجع الذي يمتد على مساحة شاسعة ويضم مئات الغرف الفندقية، ومرافق ترفيهية ومنشآت شاطئية حديثة، يهدف إلى استقبال ما يصل إلى 20 ألف زائر في كل مرة، وهو رقم كبير بالنظر إلى قلة السياح الدوليين الذين يزورون كوريا الشمالية سنويًا.

يُعد مشروع “ونسان-كلما” أحد أحلام كيم جونغ أون الاستراتيجية التي طال أمدها، إذ بدأ الحديث عنه منذ أوائل العقد الماضي، لكن العمل فيه تعرّض لتأخيرات متكررة بسبب نقص التمويل والمواد الخام، وتأثير العقوبات الدولية، بالإضافة إلى توقف المشاريع الكبرى في ظل الجائحة وانقطاع العلاقات الخارجية.

لكن مؤخراً، يبدو أن الأمور تغيرت. فقد ذكرت تقارير غربية أن دعماً لوجستياً وعسكرياً من روسيا، جاء مقابل إرسال بيونغ يانغ لجنودها للمشاركة في الحرب الأوكرانية، ساعد في تسريع وتيرة البناء وتأمين المواد اللازمة لإنهاء المشروع.

ويطرح افتتاح هذا المنتجع السؤال حول مدى جدية كوريا الشمالية في الانفتاح الجزئي على العالم الخارجي، خصوصاً في مجال السياحة، الذي لا يزال خاضعاً لقيود دولية، لكنه أقل تقييداً من مجالات أخرى مثل التجارة والطاقة.

وقال البروفيسور بارك وون غون من جامعة إهوا النسائية في سيول: “من المحتمل أن تكون هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية أكبر لتحسين الصورة الدولية لكوريا الشمالية، خاصة إذا استمر الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، في ربط الانفتاح الاقتصادي بإمكانية تقديم تنازلات نووية.”

وأضاف: “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشاد قبل أشهر بقدرات كيم العقارية، قد يكون له دور مستقبلي في إعادة تشكيل الحوار بين البلدين، إذا توفرت الظروف السياسية المناسبة.”

وبحسب وكالة الأنباء الروسية “تاس”، فإن أول مجموعة من السياح، يُتوقع أن تكون من روسيا، ستبدأ زيارة المنتجع مطلع الشهر القادم، في خطوة قد تفتح الباب أمام تدفق سياحي من الدول القريبة من النظام الكوري الشمالي.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو كيفية إدارة كوريا الشمالية لتدفق السياح الأجانب مع الحفاظ على السيطرة الأمنية الصارمة، والحد من أي اختراق ثقافي أو سياسي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version