بقلم: يورونيوز
نشرت في
وقد أعلنت المسيرة العالمية أن ثلاثة من أعضائها اختُطفوا في القاهرة على يد عناصر أمنية بلباس مدني، وتعرّضوا للضرب والاستجواب قبل ترحيل اثنين منهم إلى النرويج، بينما لا يزال مصير أبو كشك مجهولًا.
وبحسب بيان صادر عن منظمي المسيرة، فإن الرجال الثلاثة، وهم جوناس سيلهي (نرويجي)، وحذيفة أبو سرية (نرويجي)، وسيف أبو كشك (إسباني من أصل فلسطيني)، اقتيدوا عنوة من أحد المقاهي وسط القاهرة، حيث كُبّلوا وتعرضوا للتعذيب خلال احتجازهم.
وأعلن المنظمون تعليق أنشطتهم داخل مصر، مطالبين بالإفراج الفوري عن أبو كشك وجميع المعتقلين، وضمان العودة الآمنة لجميع المشاركين. وشدد البيان على أن الفريق المنظم التزم منذ البداية بالتنسيق مع السلطات المصرية واحترام القوانين المحلية، وأكد أنه لا يعتزم تنفيذ أي تحركات إضافية داخل الأراضي المصرية.
وفي المقابل، نفت مصادر أمنية مصرية لوكالة رويترز تعرض الموقوفين لأي سوء معاملة، مشيرة إلى أن أوامر الترحيل جرت وفقًا للإجراءات الأمنية المعتمدة، وأن ما يقارب 400 ناشط رُحّلوا بالفعل، فيما لا يزال أقل من 30 شخصًا قيد الاحتجاز.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد شددت في وقت سابق على ضرورة الحصول على موافقة مسبقة للسفر إلى منطقة رفح، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان السلامة العامة، وهو ما قال المنظمون إنهم التزموا به.
عرقلة للمسيرة
المسيرة، التي جذبت أكثر من 4000 ناشط من أكثر من 80 دولة، كانت تهدف إلى الوصول بشكل سلمي إلى معبر رفح الحدودي والمطالبة بفتح ممر للمساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل تفاقم الوضع الإنساني داخل القطاع.
لكن السلطات المصرية عمدت منذ البداية إلى عرقلة تحركات المتضامنين، إذ أفاد العشرات منهم بتعرضهم للاستجواب في مطار القاهرة، والمنع من دخول سيناء عبر نقاط التفتيش، فضلاً عن عمليات ترحيل جماعي ومصادرة جوازات السفر.
وكان من المفترض أن تنطلق المسيرة برًا من القاهرة نحو رفح الجمعة الماضية، على أن تُختتم باعتصام سلمي عند مشارف غزة. غير أن الإجراءات الأمنية المصرية حالت دون ذلك، واحتجزت مجموعات كاملة من المشاركين عند الطريق بين القاهرة والإسماعيلية.
ضغوط إسرائيلية وإغلاق المعبر
تزامن الموقف المصري الصارم وسط ضغوط إسرائيلية لثني المتضامنين عن الاقتراب من غزة. فقد طلب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من القاهرة منع ما وصفهم بـ”الجهاديين” من الوصول إلى الحدود، محذرًا من “استفزازات” قد تعرض الجنود الإسرائيليين للخطر.
وتأتي هذه التطورات بعد أن منعت إسرائيل بشكل كامل إدخال المساعدات إلى غزة مطلع آذار/مارس الماضي، عقب انهيار الهدنة المؤقتة، قبل أن تعيد فتح المعبر لاحقًا بشكل جزئي، وتسمح بدخول المساعدات بما لا يسدّ الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين. وفي المقابل، أغلقت مصر معبر رفح منذ أيار/مايو، إثر سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني منه.