أعلنت الأمم المتحدة، عن وفاة 17 نازحاً سودانياً عطشاً في الصحراء أثناء محاولتهم الفرار من العنف المتصاعد في السودان، مع فقدان أكثر من 40 آخرين لا يزالون في عداد المفقودين، معربة عن إدانتها الشديدة لهذه الأحداث، واصفة إياها بـ«الفظيعة» و«انتهاك صارخ للقانون الدولي».

وأفادت تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية محلية، مثل مجموعة المحامين للطوارئ، بأن قوات الدعم السريع نفذت هجمات عنيفة على قرى مثل شق النوم وحلة حامد، مما أدى إلى مقتل 200 شخص في الأولى و46 في الثانية، مع عمليات نهب واسعة النطاق، كما سجلت هجمات من القوات المسلحة السودانية في غرب كردفان، بما في ذلك قصف جوي على مدرسة تؤوي نازحين في الفولة وأبو زبد، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصاً.

وفي سياق كارثي آخر، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن مقتل أكثر من 450 مدنياً، بينهم 35 طفلاً وامرأتان حاملتان، خلال هجمات استهدفت قرى محيطة ببلدة بارا في ولاية شمال كردفان بين 10 و13 يوليو.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تصاعد العنف في شمال كردفان، خاصة مع تقارير عن تحركات قوات الدعم السريع للهجوم على مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، وأكدت الأمم المتحدة أن هذه الأحداث تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث أدى النزاع المستمر منذ أبريل 2023 إلى نزوح أكثر من 8.8 مليون شخص داخلياً وفرار 3.5 مليون آخرين كلاجئين إلى دول الجوار.

ومع اقتراب موسم الأمطار، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث دمرت الأمطار الغزيرة والرياح القوية ملاجئ وإمدادات غذائية لنحو 2700 نازح في شرق السودان يوم 13 يوليو.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حرباً بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.

وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم 522 ألف طفل بسبب المجاعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتتركز المعارك في مناطق مثل الخرطوم، دارفور، وكردفان، حيث شهدت شمال كردفان تصعيداً ملحوظاً في يوليو 2025، مع هجمات استهدفت المدنيين بشكل مباشر.

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، فإن الهجمات الأخيرة في بارا تُعد جزءاً من سلسلة انتهاكات، بما في ذلك القتل والنهب والعنف الجنسي، نسبت معظمها إلى قوات الدعم السريع ومليشيات متحالفة معها.

ويواجه السودان أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني 25 مليون شخص من الجوع الحاد، وتعيق القيود على الوصول الإنساني تقديم المساعدات، ودعا المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى وقف فوري للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات، مع التحقيق في جميع الانتهاكات.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version