بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد 7 أيلول/سبتمبر أكبر هجوم جوي تشنه موسكو على أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، معتبراً أن روسيا “تغرق أكثر فأكثر في منطق الحرب والترهيب”.

وقال ماكرون في رسالة عبر منصة “إكس” إن روسيا “أمطرت أوكرانيا مرة أخرى بمئات الطائرات المسيرة وعشرات الصواريخ خلال الليل، مستهدفة بشكل عشوائي مناطق سكنية ومقر الحكومة في كييف”.

وأضاف أن أفكاره مع الضحايا وأحبائهم ومع الشعب الأوكراني، مؤكداً أن فرنسا، مع أوكرانيا وشركائها، ستواصل “بذل كل ما في وسعها لضمان سلام عادل ودائم”.

اتصال مع زيلينسكي

من جانبه، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه ناقش الهجوم عبر الهاتف مع ماكرون الأحد.

وقال إن الغارات الروسية الأخيرة “قتلت أربعة أشخاص وأصابت أكثر من 44 آخرين”، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ وخدمات الطوارئ ما زالت تتعامل مع تداعيات القصف في مختلف أنحاء البلاد.

وأوضح زيلينسكي: “قمنا بتنسيق جهودنا الدبلوماسية وخطواتنا التالية واتصالاتنا مع شركائنا لتأمين رد مناسب”، مضيفاً أن أوكرانيا وفرنسا تعدان “إجراءات جديدة لتعزيز دفاعاتنا”.

ويأتي ذلك في وقت لم تسفر فيه الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإقناع روسيا بقبول وقف إطلاق النار عن أي نتائج ملموسة، فيما تحاول الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، ومن بينها فرنسا، إقناع الولايات المتحدة بتكثيف الضغط على موسكو لحملها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

أكبر هجوم منذ بدء الغزو

أعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت بين ليل السبت وصباح الأحد 805 طائرات مسيرة على الأقل و13 صاروخاً، في عدد قياسي جديد منذ اندلاع الحرب.

وقالت هيئة الأركان إن الدفاعات الجوية أسقطت 747 مسيرة و4 صواريخ، لكن الضربات تسببت في مقتل شخصين على الأقل وإصابة 15 آخرين.

وتصاعد عمود دخان من سطح مبنى مجلس الوزراء في كييف، وهو مقر الحكومة الأوكرانية، ما مثل استهدافاً غير مسبوق لمبنى حكومي رئيسي في العاصمة.

وأعلنت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو أن المبنى تعرض لأضرار في السقف والطوابق العليا، مضيفة أن “الخسائر في الأرواح لا يمكن تعويضها”، ودعت إلى تشديد العقوبات على قطاع النفط والغاز الروسي.

إلى جانب كييف، طالت الهجمات مدناً أخرى مثل كريمنشوك وكريفي ريه وأوديسا، حيث أُبلغ عن أضرار في البنية التحتية المدنية والمباني السكنية وانقطاع للكهرباء في بعض المناطق.

وأفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن حطام طائرات مسيرة وصواريخ أصاب مباني سكنية عدة، فيما تحدث مسؤولون محليون في المدن الأخرى عن أضرار في جسور ومنشآت للنقل والبنية التحتية.

وفي بولندا، أعلنت القوات المسلحة أنها نشرت طائراتها بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي تحسباً لاحتمال امتداد الخطر إلى غرب أوكرانيا.

قمة تحالف الراغبين

الهجوم الروسي جاء بعد ثلاثة أيام فقط من قمة “تحالف الراغبين” التي استضافتها باريس الخميس 4 أيلول/سبتمبر، بمشاركة ماكرون وزيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين. وأعلن ماكرون حينها أن 26 دولة وافقت على نشر قوات في أوكرانيا عبر البر والبحر والجو بعد أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، في إطار قوة دولية تهدف إلى تثبيت الضمانات الأمنية لكييف.

وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذه الضمانات ستشمل إعادة بناء وتعزيز الجيش الأوكراني من خلال توفير الأسلحة والتدريب والتمويل. كما أعلن الأوروبيون وواشنطن اتفاقهم على تشديد العقوبات، لا سيما على النفط والغاز الروسيين، وانتقدوا دور الصين في تمويل المجهود الحربي لموسكو.

من جانبه، رحّب زيلينسكي بالالتزامات الأوروبية والأميركية، مؤكداً أن بلاده طرحت على شركائها صيغة جديدة لحماية الأجواء. كما شدد على أن موسكو ترفض أي مبادرة لإنهاء الحرب، وأن المطلوب هو تصعيد الضغط السياسي والاقتصادي عليها.

قادة القمة، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، شددوا في ختام اجتماعهم على أن روسيا “تطيل أمد المفاوضات والحرب معاً”، ما يستدعي تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version