أصدرت السلطات الفيتنامية أوامر بإجلاء أكثر من 586 ألف شخص من المناطق الساحلية الوسطى، تحسبًا لوصول إعصار كاجيكي الذي يتوقع أن يضرب الساحل الشرقي للبلاد صباح الإثنين، ويأتي هذا الإجراء في ظل تحذيرات من هطول أمطار غزيرة، وفيضانات، وانزلاقات أرضية.

وأعلنت السلطات الفيتنامية عن خطط للإجلاء، حيث من المتوقع أن يصل الإعصار كاجيكي إلى اليابسة في ساعات الصباح الأولى من الإثنين، وبحسب المركز الوطني للتنبؤات الهيدرولوجية والأرصاد الجوية في فيتنام، كان الإعصار على بعد نحو 500 كم من السواحل الوسطى للبلاد صباح الأحد، وهو يتحرك غربًا بسرعة 20 كم/ساعة، مع رياح تصل سرعتها إلى 166 كم/ساعة.

ومن المتوقع أن يزداد قوة مع رياح تصل إلى 180 كم/ساعة، وهطول أمطار بمعدل 200 إلى 400 ملم، قد تصل إلى 700 ملم في بعض المناطق، ما يزيد من مخاطر الفيضانات المفاجئة والانزلاقات الأرضية.

وتم إلغاء ما لا يقل عن 22 رحلة جوية تابعة لشركة فيتنام إيرلاينز وفيتجيت إلى المدن الوسطى ومنها يوما الأحد والإثنين، كما تم منع السفن والقوارب من مغادرة الموانئ في سبع مقاطعات من نينه بينه إلى كوانغ نغاي.

وحذرت السلطات من أن الإعصار قد يهدد نحو 300 ألف هكتار من الأرز، و77 ألف هكتار من مزارع الفواكه، و57 ألف هكتار من محاصيل المطاط، بالإضافة إلى 5700 قفص لتربية الأسماك و384 كوخًا ساحليًا، وتم توجيه تعليمات إلى السلطات المحلية لتخفيض مستويات المياه في الخزانات، التي تتراوح بين 71 إلى 82% من سعتها، لتقليل مخاطر الفيضانات في المناطق المنخفضة.

وأشار نائب مدير المركز الوطني للتنبؤات الهيدرولوجية والأرصاد الجوية، هوانغ فوك لام، إلى أن الإعصار كاجيكي «غير عادي» بسبب سرعة تطوره، حيث تحول من اكتئاب استوائي إلى إعصار من الفئة 13-14 في أقل من 48 ساعة، مع هبوب رياح تصل إلى الفئة 17 (ما يعادل 200 كم/ساعة)، وأضاف أن قوته قد ترقى إلى مستوى إعصار ياغي المدمر الذي ضرب فيتنام في سبتمبر 2024، ما أسفر عن مقتل نحو 300 شخص وتسبب في أضرار بقيمة 3.3 مليار دولار.

في الوقت نفسه، أصدرت مدينة سانيا في جزيرة هاينان الصينية تحذيرًا من الإعصار باللون الأحمر، وهو أعلى مستوى في نظام التحذير الصيني، مع إغلاق الشركات والمواصلات العامة وتعليق الدراسة وأعمال البناء، وتم إجلاء نحو 20 ألف شخص من هاينان، حيث من المتوقع أن يمر الإعصار بالقرب من الساحل الجنوبي للجزيرة قبل توجهه إلى فيتنام.

ويُعد إعصار كاجيكي الإعصار الخامس الذي يضرب بحر الصين الجنوبي (المعروف في فيتنام باسم البحر الشرقي) هذا العام، والثالث عشر في المنطقة الأوسع، وتأتي هذه العاصفة في أعقاب سلسلة من الكوارث الطبيعية التي ضربت فيتنام، أبرزها إعصار ياغي في سبتمبر 2024، وهو أقوى إعصار يضرب البلاد منذ ثلاثة عقود، والذي أدى إلى إجلاء أكثر من 50 ألف شخص، وتدمير نحو 190 ألف منزل، وتسبب في انقطاع الكهرباء عن 1.5 مليون شخص.

وتشهد فيتنام موسم أعاصير سنوي يمتد عادة من يونيو إلى نوفمبر، حيث تتعرض البلاد لمتوسط 4 إلى 6 أعاصير أو عواصف استوائية سنويًا، وتُعد المناطق الوسطى والشمالية، مثل ثانه هوا ودانانغ، الأكثر عرضة للأعاصير بسبب موقعها الجغرافي على الساحل الشرقي، كما أن التغيرات المناخية زادت من حدة هذه العواصف، حيث أشار خبراء الأرصاد إلى أن ارتفاع درجات حرارة البحر يؤدي إلى أعاصير أكثر قوة وهطول أمطار أكثر كثافة.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version