كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على مناطق مختلفة في سوريا بذريعة “حماية الدروز” في محافظة السويداء و”نزع السلاح من الجنوب السوري”.
واستهدفت مقاتلات حربية إسرائيلية -أمس الأربعاء- مقري وزارة الدفاع وهيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي في العاصمة دمشق ومدنا سورية أخرى، وقررت نقل قوات إلى الجولان المحتل.
وتندرج الهجمات الجوية الإسرائيلية في إطار 3 أنواع من مستويات الاستهداف تحضيرا لعملية برية، وفق حديث الخبير العسكري العميد حسن جوني للجزيرة.
وشملت الضربات الإسرائيلية أهدافا تكتيكية في محافظة السويداء ومحيطها، في إشارة من الخبير العسكري إلى القوات الأمنية السورية التي تتقدم باتجاه المنطقة لبسط الأمن فيها.
كما شملت أيضا أهدافا عملياتية مثل مطار الثعلة العسكري في ريف محافظة السويداء الغربي، فضلا عن مخازن سلاح وقيادات ميدانية لإضعاف قدرة النظام السوري في المنطقة.
وتصنف الهجمات -التي استهدفت مقري رئاسة الأركان ووزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي- بأنها أهداف إستراتيجية في إطار ما تسميه إسرائيل تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
وتأخذ إسرائيل بعدين اثنين في تدخلها بالشأن السوري، الأول يتعلق بمنطقة السويداء بذريعة حماية الدروز وفرض وصاية عليهم.
أما البعد الثاني يتعلق بـ”الأمن القومي الإسرائيلي” مثل نزع السلاح وإخضاع القوى المجاورة لإسرائيل، ومنع أي قدرة عسكرية تهددها.
ومع بدء الغارات على دمشق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجمات المؤلمة على سوريا بدأت، في حين جدد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير الالتزام تجاه الدروز وأمنهم، وأضاف “نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم”.
وفي غضون ذلك، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن زامير أمر بتحويل عدد كبير من الطائرات نحو الجبهة السورية.
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر أمنية أن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل تتجه لعدة أيام من القتال في سوريا.
وقرر الجيش الإسرائيلي نقل فرقتين إلى الجبهة السورية، بينهما الفرقة 98 العاملة في قطاع غزة، وهي فرقة هجومية وتستخدم رأس حربة في الهجمات -وفق جوني- في حين أن الفرقة الثانية من الاحتياط.
ويعمل الجيش الإسرائيلي ضمن إستراتيجية لتحقيق أهداف سياسية تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط، وخيارات إسرائيل في المنطقة مثل السيطرة على التخوم في لبنان وسوريا.
ووفق جوني، فإن هذا المخطط لا بد أن يمر في محافظة درعا التي تفصل محافظة السويداء عن الجولان المحتل.
وقد بدأت إسرائيل -منذ مساء الاثنين الماضي- قصف القوات السورية أثناء دخولها محافظة السويداء لوضع حد لاشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى عشائرية.