قال الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن إيران وجهت رسالة لإسرائيل بأن ضرب مفاعل فوردو سيقابله ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، لكنه أوضح أن هذا الأمر يتم تأجيله الآن.
وسقط صاروخ إيراني فجر اليوم الجمعة في بئر السبع بعدما أخفقت الدفاعات الجوية في اعتراضه، وفقا لما أقر به الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إيرانية إن الموقع المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.
وحسب العقيد الفلاحي، فإن رسالة إيران من استهداف منطقة بئر السبع القريبة من مفاعل ديمونا، هي أن لديها الإمكانيات والقدرات والمعلومات على ضرب منشآت إستراتيجية بما فيها مفاعل ديمونا النووي، وقال إن رسالة إيران لإسرائيل هي أن “مفاعل ديمونا قد يكون مقابل منشأة فوردو”، لكن العقيد الفلاحي أوضح أنه من المبكر الحديث عن ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي، لأن المواجهة لم تصل إلى هذا الحد.
واعتبر أن مسألة ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي من طرف إيران “مؤجلة الآن”.
وكان عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني قال إنه حان الوقت للهجوم على مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
وتشكل منشأة فوردو تحديا أمام الاستهدافات الإسرائيلية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية.
إستراتيجية إطلاق الصواريخ
وعن إستراتيجية إيران في إطلاق الصواريخ، يلفت العقيد الفلاحي إلى وجود تدرج في إطلاق الصواريخ، فقد أطلقت إيران في ردها الأول على الهجوم الإسرائيلي أكثر من 200 صاروخ، ثم انخفض العدد تدريجيًا بينما اتخذت العملية طابعًا نوعيًا وكمّيًا، إذ أصبح العدد أقل، لكن بأنواع متطورة.
وهدفت إيران من خلال الصواريخ التي أطلقت في “البداية” إلى ما أسماه العقيد الفلاحي “الإشباع الجوي”، واستخدمت فيها صواريخ قديمة، وذلك لاستنزاف منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، كما أشار العقيد الفلاحي الذي أوضح أيضا أن إيران مستمرة في إطلاق الصواريخ من قواعد ثابتة ومن أخرى متحركة، وأن مديات الصواريخ تمكنها من الوصول إلى أهدافها.
وتقول إيران إنها لم تستخدم كل ما لديها من قدرات صاروخية، حيث لا يزال صاروخ “فتاح 2” ورقة تهديد في وجه إسرائيل، ويؤكد العقيد الفلاحي أن هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر يعمل بالوقود الصلب، مما يعني أنه قادر على تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية من خلال تغيير المسار والمناورة التي يمتاز بها.
ويرى العقيد الفلاحي أن استخدام إيران لهذا الصاروخ يتوقف على تطورات الحرب بين تل أبيب وطهران، وربما يترك للمواجهة الشاملة، لأنه قادر على الوصول إلى أهداف دقيقة جدا في مناطق متعددة، مشيرا إلى أن إيران لا تريد استخراج جميع قدراتها وإمكانياتها، وتكتفي الآن بإطلاق صواريخ بنوعيات ومديات مختلفة.
وبشأن الحسابات الإسرائيلية لقدرات إيران، يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن إيران لم تخض أي حرب منذ عام 1988، وقامت طوال تلك الفترة بتطوير قدراتها، مركزة على القوة الصاروخية كسلاح ردع إستراتيجي، باعتبار أنها غير قادرة على امتلاك قوة جوية متطورة.
وكانت إسرائيل تعتقد أن الضربة الاستباقية لإيران ستؤدي إلى انهيار كبير، وهو ما لم يحدث، حيث استعادت إيران -يضيف العقيد الفلاحي- توازنها، وقامت بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، متسببة في استنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.