أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الاثنين، أنه بدأ ترتيبات لعقد قمة سلام ثنائية بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن تتبعها قمة ثلاثية يشارك فيها هو بنفسه.
وقال ترامب -بعد استضافته زيلينسكي وزعماء أوروبيين في البيت الأبيض– إنه في ختام الاجتماعات “اتصلتُ بالرئيس بوتين، وبدأتُ الترتيبات لعقد اجتماع، في مكان سيتم تحديده، بين الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي”.
وأضاف الرئيس الأميركي أن نائبه جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيجرون الترتيبات بين البلدين.
وقال ترامب إنه “بعد هذا الاجتماع (بين بوتين وزيلينسكي) سنعقد اجتماعا ثلاثيا أنا والرئيسان”.
ووصف الرئيس الأميركي اجتماعه أمس مع نظيره الأوكراني والقادة الأوروبيين بأنه “جيد جدا”.
وأشار ترامب إلى أنه جرى خلال الاجتماع مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا، والتي ستقدمها الدول الأوروبية بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وبدوره، أعلن الكرملين أن الرئيس بوتين أبلغ نظيره الأميركي هاتفيا أمس بأنه منفتح على “فكرة” نقل المحادثات المباشرة مع أوكرانيا “إلى مستوى أعلى” بحسب ما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.
وفي السياق نفسه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني سيلتقيان في غضون أسبوعين.
وأضاف المستشار الألماني أن مكان عقد هذا الاجتماع -الذي وافق عليه بوتين خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي- لم يحدد بعد.
ووصف ميرتس الاجتماع الذي عقد بين ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين في واشنطن بالمثمر، إلا أنه أقر بأن الخطوات المقبلة في الملف الأوكراني ستكون أكثر تعقيدا، مشددا على وجوب عدم إرغام أوكرانيا على التنازل عن إقليم دونباس لروسيا في أيّ اتفاق سلام محتمل بين البلدين.
وقائع المؤتمر الصحفي قبيل انطلاق القمة الأمريكية الأوروبية الأوكرانية في البيت الأبيض لبحث إحلال السلام في #أوكرانيا والضمانات الأمنية لكييف#الأخبار pic.twitter.com/XRAzd4ctti
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 18, 2025
الضمانات الأمنية
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني بعد اجتماعه مع ترامب والزعماء الأوروبيين إنه سيتم العمل على تحديد الضمانات الأمنية لكييف على الأرجح في غضون 10 أيام.
وأضاف في مؤتمر صحفي بعد هذه الاجتماعات “من المحتمل أن يتم الكشف عن الضمانات الأمنية من قبل شركائنا، وسيظهر المزيد والمزيد من التفاصيل. كل هذا سيتم تحديده رسميا على الورق بطريقة أو بأخرى في غضون أسبوع إلى 10 أيام”.
وقال زيلينسكي أيضا إن القضايا الإقليمية المرتبطة باتفاق سلام محتمل سيتم العمل عليها بين أوكرانيا وروسيا.
وأشار إلى أنه ناقش مع ترامب “نقاطا شديدة الحساسية” وشدد على أن “الأمن في أوكرانيا يعتمد على الولايات المتحدة” وكذلك أوروبا. كما شدد على أهمية المسائل الإنسانية مثل تبادل الأسرى واستعادة الأطفال الذين “خطفتهم” روسيا.
أما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته فقال إن اجتماع الرئيس الأميركي مع نظيره الأوكراني وغيره من الشركاء الأوروبيين والحلف كان “ناجحا للغاية”.
وأضاف، خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أنه تمت مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا في الاجتماع، ولم يكن هناك أي نقاش حول نشر قوات على الأرض.
وبدوره أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين عقب الاجتماع مع ترامب والقادة الأوروبيين أن إحدى الضمانات الأمنية -التي ينبغي تقديمها لأوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام بينها وبين روسيا- أن يكون جيشها “قويا” بما يكفي لردع أي هجوم روسي جديد، وبالتالي لا قيود على العديد أو القدرات أو التسليح.
كذلك، دعا الرئيس الفرنسي إلى “تشديد العقوبات” على روسيا في حال فشلت مفاوضات السلام المرتقبة بينها وبين أوكرانيا.
قمة أميركية أوروبية أوكرانية
وخلال اجتماعه مع الزعماء الأوروبيين وزيلينسكي، في واشنطن أمس، أكد ترامب أن اتفاق السلام بين أوكرانيا وروسيا في المتناول ويمكن تحقيقه في المستقبل القريب.
وقد ضم الوفد الأوروبي الرفيع -الذي رافق زيلينسكي للقاء ترامب- كلا من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس الفرنسي والمستشار الألماني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني والأمين العام لحلف شمال الأطلسي.
ويأتي لقاء ترامب القادة الأوروبيين بعد قمة ألاسكا التي جمعت بينه وبين نظيره الروسي، حيث بحث الزعيمان وقف إطلاق النار المحتمل بين روسيا وأوكرانيا والعلاقات الثنائية.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها، وتشترط لإنهائه تخلي أوكرانيا عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره الأخيرة تدخلا في شؤونها وتطالب موسكو بالانسحاب من أراضيها.