بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري قوي في بولندا، مشيرًا إلى إمكانية زيادة عدد القوات إذا رغبت وارسو في ذلك، مضيفا :”نحن مع بولندا بكل ما أوتينا من قوة، وسنساعدها على حماية نفسها”.
وجاءت تصريحاته خلال لقائه في البيت الأبيض مع الرئيس البولندي الجديد كارول ناوروكي في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه الشهر الماضي.
دعم شخصي ولقاء ودي
ترامب، الذي اتخذ خطوة غير معتادة بدعمه العلني لناوروكي في الانتخابات الأخيرة، قال إن العلاقات الأميركية البولندية “لطالما كانت قوية لكنها الآن أفضل من أي وقت مضى”. وأشاد بفوز ناوروكي، معتبرًا أنه “انتصر بسهولة في سباق انتخابي صعب وأصبح أكثر شعبية مع مرور الوقت”.
من جهته، شكر ناوروكي ترامب على دعمه، ووجه تحية خاصة للملايين من الأميركيين من أصل بولندي، مؤكدًا أن الروابط بين البلدين تقوم على قيم مشتركة مثل الاستقلال والديمقراطية.
وأشاد ناوروتسكي بالوجود العسكري الأميركي في بلاده، وقال إنّها “المرة الأولى في التاريخ” التي تكون فيها بولندا سعيدة باستضافة قوات أجنبية، مؤكدا أنّ وارسو تسعى إلى مواصلة زيادة إنفاقها الدفاعي داخل حلف شمال الأطلسي.
قلق من الحرب في أوكرانيا
اللقاء جاء في وقت يسعى فيه ترامب إلى دفع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى محادثات مباشرة لإنهاء الحرب بين جيران بولندا، لكن جهوده لم تحقق اختراقًا حتى الآن. وقال ترامب في مقابلة قبل أيام: “ربما عليهم أن يقاتلوا لفترة أطول، يواصلون القتال بغباء”.
وتسود أجواء قلق في أوروبا بشأن التزام ترامب على المدى الطويل بالحفاظ على قوة أميركية كبيرة في القارة، مع وجود نحو 8,200 جندي أميركي في بولندا حاليًا، في وقت يدعو بعض مستشاريه إلى تحويل الموارد العسكرية نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة الصين.
رسائل متبادلة ومراسم رمزية
عند وصوله إلى البيت الأبيض، استُقبل ناوروكي بحرارة، وشاهد إلى جانب ترامب عرضًا لطائرات أميركية “إف-16” حلقت بتشكيل “الرجل المفقود” تكريمًا لطيار بولندي قُتل في حادث تحطم في آب/أغسطس. وشكر ناوروكي ترامب على هذه اللفتة الرمزية.
ترامب كان قد ربط قبل الانتخابات البولندية بين فوز ناوروكي وتعزيز التعاون العسكري، فيما زارت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نوم بولندا آنذاك مؤكدة أن انتخاب المحافظين سيعني دعمًا أميركيًا قويًا. وفي النهاية، فاز ناوروكي بفارق ضيق على عمدة وارسو الليبرالي رافال تشاسكوفسكي.
مواقف تجاه أوكرانيا وروسيا
رغم تعهده بمواصلة دعم أوكرانيا، وجّه ناوروكي انتقادات إلى الرئيس زيلينسكي واتهم اللاجئين الأوكرانيين باستغلال سخاء البولنديين، متعهدًا بإعطاء الأولوية للمواطنين البولنديين في الخدمات الاجتماعية.
في المقابل، حرص ناوروكي على التأكيد أن العدوان الروسي يثبت أن بوتين لا يمكن الوثوق به، وأن الوجود الأميركي القوي في بولندا يبقى رادعًا أساسيًا.
وتأتي هذه الرسائل بينما تستعد روسيا وبيلاروسيا لإجراء مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر، ما يثير قلق بولندا ودول البلطيق الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.