بدأت في مركز اليرموك الثقافي أمس الاثنين أعمال ملتقى (الفكر العربي الكلاسيكي في البحوث العالمية المعاصرة) بتنظيم مشترك بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية ودار الآثار الإسلامية.
وفي كلمتها خلال حفل الافتتاح أكدت الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في «المجلس الوطني» عائشة المحمود أن الفعالية «محطة بارزة» في إبراز دور الكويت كعاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 إذ انها تسلط الضوء على التحولات الحديثة في دراسة التراث الفكري العربي.
وأضافت المحمود أن السنوات الأخيرة شهدت «نهضة نوعية» في تناول الفكر العربي الكلاسيكي، مشيرة إلى تجاوز الأبحاث المعاصرة حدود التحقيق والنشر لتدخل في سياقات تحليلية جديدة تعتمد على أدوات منهجية حديثة وتتناول البعد التاريخي والاجتماعي للنصوص التراثية.
وأوضحت أن الفعالية تحتضن باحثين من أجيال مختلفة يمثلون طيفا واسعا من الجامعات والمراكز البحثية العربية والدولية، وذلك في إطار تبادل الرؤى وتعزيز التعاون العلمي في مجالات الدراسات الفكرية والفلسفية.
وأعربت المحمود عن شكرها لجميع الشركاء والمساهمين في تنظيم هذا الحدث الثقافي، مؤكدة أن مثل هذه الفعاليات تعزز من حضور الكويت على خريطة الثقافة العربية والدولية وتسهم في دعم مسارات البحث العلمي في مجال التراث والمعرفة.
بدوره، أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان في كلمته أهمية التعاون البحثي والثقافي بين فرنسا والكويت في مجالات حفظ التراث وتعزيز الفهم المشترك للثقافة الإسلامية مشيدا بالتعاون القائم بين المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية و«المجلس الوطني».
وقال غوفان إن هذا المؤتمر يشكل محطة بارزة في مسيرة الصداقة الفرنسية – الكويتية.
وأضاف ان المعهد الفرنسي للدراسات الإسلامية الذي أنشأته الرئاسة الفرنسية يهدف إلى تعزيز فهم الإسلام، مبينا دور الفعالية في دعم هذا التوجه من خلال جمع نخبة من الباحثين والخبراء في مجال المخطوطات والدراسات الفكرية والفلسفية.
وأكد السفير الفرنسي أهمية تعزيز الحوار بين الأكاديميين العرب والأوروبيين، مشيرا إلى أن الكويت أدت تاريخيا «دورا رائدا في احتضان الفكر النقدي والحوار الثقافي، لاسيما في ظل اختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025».
من جانبه، شدد مدير المعهد الفرنسي للدراسات الإسلامية د.بيار كاي في كلمته على أهمية إبراز الجوانب الثقافية والفكرية التي تسهم في تعزيز التفاهم بين الشعوب، مشيرا إلى أن الجهود البحثية في دراسة النصوص والتراث تفتح «آفاقا جديدة لفهم أعمق للثقافات».
بدوره، بين مدير المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية د.مكرم عباس في كلمته أن المؤتمر يتناول محاور بحثية عدة مع التعمق في دراسة قضايا متعددة من بينها المكتبات والحفاظ على التراث المكتوب والاعتناء بالمجموعات الموجودة في المكتبة الوطنية.