ودّع الميدان التربوي العام الدراسي الجاري بمشاعر امتزجت فيها الفرحة بالإنجاز، والبهجة بنتائج الحصاد، والزغاريد التي صدحت بها أفواه الأمهات والجدات، في مشهد يعكس عُمق العلاقة التي تربط المدرسة بالمجتمع، ويجسد نجاح منظومة تعليمية تجاوزت التحديات وسعت بخطى ثابتة نحو ترسيخ بيئة تعليمية محفزة وآمنة وداعمة للتميز.
وفي الوقت ذاته، حرصت وزارة التربية والتعليم على توجيه رسائل شكر لجميع عناصر الميدان التربوي، مشيدةً بجهودهم التي أثمرت بيئة تعليمية مستقرة، ومخرجات أكاديمية نوعية. كما أثنت على التزام الطلبة وأولياء الأمور، وشددت على أهمية استثمار الإجازة الصيفية في تنمية المهارات الشخصية، والمشاركة في البرامج الوطنية التي تعزز القيم والهوية.
اجواء احتفالية
عاشت المدارس أجواء احتفالية بهيجة مع انتهاء الامتحانات والإعلان التدريجي عن نتائج الطلبة الذي يبدأ بعد غدا الاثنين 30 يونيو الجاري ، إذ نظمت إدارات المدارس حفلات ختامية مفعمة بالفخر والاعتزاز، شملت فقرات تكريم للمتفوقين، وتوزيع شهادات تقدير، وسط تصفيق حار من أولياء الأمور والمعلمين، الذين رأوا في هذا الختام ثمرة تعبهم المشترك طوال عام دراسي حافل بالعطاء.
زينة وأهازيج
وشهدت ساحات المدارس زينة وأهازيج، وأركاناً خصصت لالتقاط الصور التذكارية، في ظل تنظيم دقيق يليق بمكانة المناسبة. كما حرصت إدارات المدارس على تعزيز روح الإيجابية والانتماء في نفوس الطلبة، بتوجيه رسائل شكر وتقدير لكل من أسهم في مسيرة العام الدراسي، من معلمين وإداريين وأولياء أمور.
مشاعر الامهات
ولم تغب مشاعر الأمهات عن المشهد، حيث عكست الزغاريد والدموع الممزوجة بالفرح مدى فخر الأسر بأبنائها، خصوصاً ممن حققوا مراكز متقدمة أو اجتازوا مراحل تعليمية انتقالية حاسمة.
فخر واعتزاز
أعرب الدكتور ماهر حطاب، مدير عام المدارس الأهلية الخيرية، ل”الإمارات اليوم” في عن فخره واعتزازه بتخريج أكثر من 700 طالب وطالبة من مختلف فروع المدارس في نهاية العام الدراسي الجاري، مؤكداً أن هذا الرقم يعكس التزام المؤسسة التعليمية برفد المجتمع بكفاءات مؤهلة وقادرة على استكمال مسيرة البناء والعطاء. وأضاف: “إنه لمن دواعي السرور أن نودّع هذا العام الحافل بالنجاحات والإنجازات، ونحن نحتفي بهذه الكوكبة من الخريجين الذين نعتبرهم سفراء للعلم والأخلاق، ونضع في أعناقهم مسؤولية تمثيل مدارسهم بما يليق بتاريخها ورسالتها التربوية”
لحظة التخرج
وأشار الدكتور حطاب إلى أن لحظة التخرج لم تكن نهاية المشوار بل بداية لمرحلة جديدة من الطموح والمثابرة، مشدداً على أن إدارة المدارس الأهلية الخيرية ستواصل الاستثمار في تطوير بيئة تعليمية متكاملة تحتضن الطلبة وتنمّي قدراتهم العقلية والقيادية. وقال: “نحن فخورون بأبنائنا، ونثمّن دعم أسرهم التي كانت شريكاً أساسياً في هذه المسيرة، ونتطلع إلى أن نراهم مستقبلاً في مواقع الريادة والمسؤولية، حاملين قيم الخير والمعرفة والانتماء”
النصيب الأكبر
وكان لطلبة الصف الثاني عشر النصيب الأكبر من التهاني والتبريكات، باعتبارهم على أعتاب مرحلة جديدة، يُنتظر أن تشهد انتقالهم إلى مؤسسات التعليم العالي، ومواصلة طريق بناء الذات والمستقبل.
الاجتهاد والمثابرة
عبّر عدد من الطلبة الخريجين ل”الإمارات اليوم” عن سعادتهم الغامرة بمناسبة انتهاء العام الدراسي وتتويج جهودهم بحفل التخرّج، مؤكدين أن هذه اللحظة تمثل تتويجاً لسنوات من الاجتهاد والمثابرة، وشهادة فخر لكل من دعمهم ووقف إلى جانبهم طوال مسيرتهم الدراسية. وقالوا: “نشعر اليوم بمزيج من الفرح والامتنان، ونحن نطوي صفحة جميلة من حياتنا، ونفتح أخرى مليئة بالتحديات والطموحات. لقد كانت رحلة تعليمية ثرية، مليئة بالتجارب التي علّمتنا المسؤولية والانضباط والاعتماد على الذات”.
شكر وتقدير
وأضافوا: “نشكر معلمينا وإدارات مدارسنا الذين لم يبخلوا علينا بعلمهم وتوجيههم، وذللوا لنا الصعاب، وكانوا لنا دومًا مصدر إلهام وقدوة. كما نخص بالشكر أسرنا التي كانت الداعم الأكبر لنا في كل لحظة. نغادر اليوم مقاعد الدراسة، لكننا نحمل معنا ما يفوق الكتب والمعارف؛ نحمل القيم، والذكريات، والأحلام الكبيرة التي سنسعى لتحقيقها بكل ما أوتينا من عزم”
الامل يتجدد
ومع ختام العام الدراسي، يتجدد الأمل بعام جديد يحمل في طيّاته فرصاً أوسع للابتكار والتطوير، في ظل رؤية تعليمية وطنية تُراهن على الإنسان وتؤمن بأن بناء العقول هو الطريق الأقصر لبناء المستقبل
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news