فقدت الكويت وزير الإعلام الأسبق د.بدر جاسم اليعقوب بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، كان خلالها أحد أبرز الأسماء في ميدان القانون والتعليم الأكاديمي، حيث شغل ـ رحمه الله ـ عمادة كلية الحقوق لعدة سنوات، بالإضافة لشغله منصب رئاسة قسم القانون الخاص بجامعة الكويت، كما تبوأ الراحل رئاسة الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي بين عامي 2004 و2005.

الدور المشهود

وخلال فترة توليه وزارة الإعلام، عمل ـ رحمه الله ـ على وضع خطة شاملة لانطلاق الإعلام الكويتي والإذاعة والتلفزيون بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم على أسس التميز وإعلاء صوت الكويت في المحافل الدولية، وقامت الوزارة في عهده بجهد بارز في استقطاب الرأي العام العالمي إلى جانب عدالة وشرعية القضية الكويتية، فقام بعدة جولات ناجحة شملت العواصم العربية والخليجية، تمكن من خلالها من عقد بروتوكولات إعلامية مع وزارات الإعلام بهذه العواصم، وانطلق الإعلام الكويتي مدويا يدافع عن القضية بمختلف الوسائل والأدوات الإعلامية ومن خلال الكتيبات والنشرات التي تدين الغزو وتوثق الحق الكويتي وإقامة الندوات والمؤتمرات والمعارض التي تعرض للرأي العام وحشية النظام الصدامي وما ارتكبه من مجازر بحق الشعب الكويتي.

المسيرة الأكاديمية والعملية

والراحل خريج جامعة الكويت ـ كلية الحقوق عام 1971، ونال دبلوم القانون الخاص والعام ودرجة الدكتوراه في القانون المدني (جامعة القاهرة)، وساهم ـ رحمه الله ـ في اللجنة العامة للإعداد وصياغة القانون المدني الكويتي في العام 1979، وفي لجنة مراجعته، وشغل عضوية لجنة تنقيح الدستور الكويتي في العام 1981.

كما شغل اليعقوب ـ رحمه الله ـ عضوية ورئاسة العديد من الهيئات والجمعيات، فتبوأ رئاسة وعضوية هيئات تحكيم في بعض المنازعات الخاصة المدنية والتجارية في داخل الكويت وخارجها، وشغل عضوية «غرفة التجارة الدولية) بباريس، وعضوية المكتب الدائم لاتحاد الحقوقيين العرب، وعضوية اللجنة الدائمة للدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية في الوطن العربي المتفرعة من اتحاد الحقوقيين العرب في العام 1987.

وكان للراحل حضوره في العديد من جمعيات النفع العام الكويتية مثل عضويته في جمعية الصحفيين في العام 1988، وعضويته في جمعية زراعة الأعضاء في العام 1989، وعضويته في جمعية المحامين في العام 1993، وكذلك في جمعية حقوق الإنسان.

وضمن مسيرة الراحل بدر جاسم اليعقوب الحافلة، نذكر أيضا عضويته في المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية في العام 2008، وكذلك في مجلس أمناء مركز العمل التطوعي في العام 2007، وعضويته في مجلس إدارة معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية في العام 2007، وفي مجلس إدارة كلية سعد العبدالله للعلوم الأمنية في العام 2007، وعضويته في لجنة معادلات الشهادات في وزارة التعليم العالي في العام 2010.

كما كان للراحل دوره في تحرير العديد من المجلات الحقوقية المتخصصة كعضويته في هيئة التحرير في مجلة «الحقوقي» التي يصدرها اتحاد الحقوقيين العرب، وعضويته في الهيئة الاستشارية لمجلة الخليج العربي التي يصدرها مركز الخليج العربي ومساهماته في هيئة التحرير لمجلة «المحامي» التي تصدرها جمعية المحاميين الكويتية.

عمادة الحقوق

وعند تعيينه عميدا لكلية الحقوق في العام 2007، اعتبر اليعقوب ـ رحمه الله ـ ان اختياره للمنصب تكليف لا تشريف، ومسؤولية كبيرة تستحق الكثير من الجهد والمتابعة والتعاون ما يترتب عليه استحقاقات كثيرة تجاه الكلية التي يعتز بها الجميع ويفخر بها، وقد أكد ـ رحمه الله ـ مرارا أهمية تعاون أعضاء هيئة التدريس قاطبة مع العمادة وجميع العاملين في الكلية وذلك لتدعيم أواصر الكلية وتحقيق الغايات المرجوة منها وتوسيع مساهمة الكلية في خدمة المجتمع وإعداد جيل منفتح وقادر على تحمل المسؤولية، بالإضافة لتكريسه مبدأ التعاون مع الجامعات الخارجية الأخرى على المستويين الدولي والعربي لتعزيز مكانة الكلية.

وخلال الحفل الختامي لأنشطة كلية الحقوق عام 2011، أعلن اليعقوب ـ رحمه الله ـ عن عدم ترشحه لعمادة الكلية وتقديمه طلب التفرغ العلمي، معتبرا أن كلية الحقوق كلية من نوع خاص، حيث تحتوي على أساتذة شقوا طرق العلم من منابع ودول مختلفة وتضم أساتذة درسوا في ألمانيا وإيطاليا وانجلترا وفرنسا وأميركا، وهذا التنوع بلا شك أضاف للكلية تميزا ومكانة مرموقة وعزز من المكانة الثقافية لها، مثمنا في الوقت ذاته حرص أساتذة الكلية على تطوير الكلية والعمل بإخلاص لتقديم الأفضل لبلدنا الذي أعطانا الكثير ويجب أن نرد له الجميل.

الجوائز والمنح

وتكللت مسيرة اليعقوب ـ رحمه الله ـ بالعديد من الجوائز والمنح، منها نيله درجة الدكتوراه في القانون المدني بتقدير جيد جيدا مع مرتبة الشرف وتبادل الرسائل مع الجامعات الأجنبية من جامعة القاهرة ـ كلية الحقوق في العام 1977، وحصوله على جائزة التفوق العلمي في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية في العام 1988 المقدمة من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (الكويت)، وفوزه بجائزة القرن العشرين للإنجازات في حقل القانون والعلوم الاجتماعية لعام 1996 من المركز العالمي للسير الذاتية ـ كمبردج ـ إنجلترا، وجائزة القادة المميزين لعام 1996 ـ المعهد الأمريكي للسير الذاتية، وجائزة الرجال المتميزين ـ المعهد الأمريكي للسير الذاتية في العام 1997.

وبهذه المناسبة الحزينة، تتقدم «الأنباء» إلى أسرة الراحل بأحر التعازي والمواساة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version