بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

أفادت مصادر إعلامية، يوم الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي أخطر ما لا يقل عن 50 عائلة في مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية بقرارات تقضي بهدم منازلهم.

وبحسب ما نقلته وكالات محلية وشهادات من السكان، فإن الإخطارات شملت منازل قديمة وحديثة البناء أيضا.

مخيم تحت النار

يمرّ مخيم طولكرم، الواقع في شمال غرب الضفة الغربية، بواحدة من أقسى فتراته منذ سنوات، إذ يتعرض منذ نحو عام لحملات اقتحام متكررة من قبل القوات الإسرائيلية. ويقول السكان إن حياتهم اليومية تحولت إلى كابوس دائم، وسط اقتحامات ليلية، واعتقالات واسعة، واشتباكات مسلحة، وتدمير للبنى التحتية.

ويُعدّ مخيم طولكرم من بين أكثر المخيمات المستهدفة في الضفة الغربية إلى جانب مخيم نور شمس القريب، ومخيم الفارعة في طوباس، ومخيم جنين الذي شهد في يوليو/تموز 2023 واحدة من أعنف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ سنوات.

وتشير شهادات سكان مخيم طولكرم، الذين تحدثوا إلى وسائل إعلام محلية ودولية، إلى أن الوتيرة التصعيدية بدأت بشكل لافت في أغسطس/آب 2023، حيث شهد المخيم منذ ذلك الحين أكثر من 40 اقتحامًا عسكريًا، تخللتها مواجهات مسلحة وهدم ممتلكات وتضرر واسع للبنية التحتية.

خطة أوسع للهدم؟

وفق ما نشرته وسائل إعلام، فإن عمليات الهدم الجارية أو تلك المُخطط لها في الضفة الغربية تأتي في إطار “معايير أمنية” جديدة وضعتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بغزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن هذه الإجراءات ليست وليدة اللحظة، بل تأتي ضمن خطط أمنية تمت مراجعتها وتوسيعها منذ منتصف عام 2023. وتقول تقارير عبرية إن المؤسسة الأمنية في تل أبيب ترى في هذه المخيمات، خصوصًا في طولكرم ونور شمس وجنين، “بيئات حاضنة لمجموعات مسلحة”، وإنها تسعى لتقويض ما تسميه “التهديد المتزايد” منها.

ومع ذلك، يقول خبراء حقوق الإنسان إن عمليات الهدم ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الدولي، وتعرّض آلاف الفلسطينيين لخطر التشريد القسري دون بدائل سكنية واضحة.

وكانت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية قد أعربت عن قلقها العميق، محذّرة من تدهور الوضع الإنساني في مخيم طولكرم، الذي يعاني أساساً من الاكتظاظ وسوء البنية التحتية وانعدام الخدمات.

من جهته، اعتبر “مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة” (بتسيلم) أن هدم منازل المدنيين دون محاكمة أو إجراءات قانونية عادلة يخرق القانون الدولي الإنساني، ويأتي في إطار “منظومة السيطرة والعقاب التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”.

مخيمات شمال الضفة: ساحة دائمة للتصعيد

لا يقتصر الاستهداف على طولكرم فحسب، بل يمتد ليشمل مخيم نور شمس المجاور، والذي تحول منذ أكثر من عام إلى ساحة مواجهات شبه يومية. كما يُعد مخيم جنين، خاصة منذ العملية العسكرية الواسعة في صيف 2023، واحدًا من أكثر المناطق التي تتعرض لحصار واقتحامات دائمة. ومخيم الفارعة في محافظة طوباس لا يقل تهميشًا، وقد سجلت فيه مؤخرًا اقتحامات وحالات اعتقال وهدم مماثلة.

هذه المخيمات، التي تمثل تاريخيًا رموزًا للجوء الفلسطيني، أصبحت اليوم ساحة مفتوحة للتصعيد العسكري، مما ينذر بانفجار اجتماعي وإنساني في أي لحظة، خاصة مع غياب أفق سياسي واضح، واشتداد الأزمة الاقتصادية والمعيشية في الضفة الغربية.

يبدو أن مخيم طولكرم يقف اليوم على حافة كارثة إنسانية، مع تصعيد غير مسبوق في سياسات الهدم والتضييق. وبينما تبرر إسرائيل إجراءاتها بدواعٍ “أمنية”، يحذّر مراقبون من أن استمرار هذه السياسات دون رادع دولي قد يؤدي إلى تدهور الوضع أكثر، ويفتح أبواب مواجهة مفتوحة في الضفة الغربية المحتلة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version