بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

 وسُجّلت المواجهات في حي المقوس شرقي مدينة السويداء، حيث تخلل القتال تبادل كثيف للقصف بين الطرفين، وأدى إلى مقتل عشرة دروز واثنين من البدو، إضافة إلى قتيل لم تُعرف هويته بعد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن الاشتباكات امتدت إلى مناطق أخرى في المحافظة، ولا سيما ريفها الغربي والشمالي، فيما وُصفت حالات بعض الجرحى بالحرجة.

وقد أشار المصدر نفسه إلى أن مقاتلين من عشائر البدو تمكنوا من التقدّم نحو مشارف بلدة الطيرة في ريف السويداء، حيث لقي شاب درزي مصرعه خلال الاشتباكات.

تصعيد بدأ بقطع الطرق واستقدام تعزيزات

انطلقت شرارة التصعيد ما بعد الظهر، عند المدخل الشمالي للسويداء، وتحديدًا من جهة قرية “الصورة الكبيرة”، حيث شنّت مجموعات مسلحة من أبناء العشائر البدوية هجومًا على حواجز تابعة للشرطة السورية. وسُجّل إطلاق قذائف هاون في محيط القرية تزامنًا مع محاولات المسلحين التقدم باتجاه أحد الحواجز.

وفي تطور لافت، استقدمت مجموعات مسلحة من منطقة حوران تعزيزات عسكرية لدعم مقاتلي العشائر المنتشرين على أطراف المدينة، بالتزامن مع اشتباكات متفرقة مع قوات الأمن السورية.

وسبق ذلك قيام المجموعات المسلحة، منذ ساعات الصباح الأولى، بقطع طريق دمشق – السويداء من عدة محاور، أبرزها محور بلدة براق الواقعة في ريف دمشق، ما دفع القوات الأمنية إلى إغلاق الطريق بالكامل. كما أُغلق طريق دمشق – السويداء عند حاجز المسمية، وسط استنفار أمني واسع.

دعوات للتهدئة وتحذيرات من التصعيد الطائفي

وسط تصاعد وتيرة العنف، أطلق محافظ السويداء مصطفى البكور دعوة لضبط النفس وتغليب لغة الحوار، مؤكداً في بيان رسمي أن الدولة “لن تتهاون في حماية المواطنين”، ومثمنًا جهود الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء الأزمة.

من جهته، دعا الشيخ حمود الحناوي، أحد أبرز رجال الدين الدروز، إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذراً من أن العنف “لا يخدم سوى أعداء الوحدة الوطنية”. كما وجّه نداءً إلى الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وزعماء العشائر للمساعدة في تهدئة الأوضاع.

وفي موقف لافت، نفت عائلة الدوارة، وهي من العائلات المعروفة في المنطقة، أي تورط لها في النزاع، مشددة على ضرورة اللجوء إلى القضاء الشرعي والمدني لتسوية الخلافات، محذّرة في الوقت نفسه من الانزلاق نحو مواجهة طائفية.

السويداء في قلب الاشتباكات الطائفية

تُعد محافظة السويداء معقلًا رئيسيًا للطائفة الدرزية في سوريا، وهي أقلية عربية موزّعة بين لبنان وسوريا وإسرائيل، وتعتنق ديانة توحيدية مستقلة تُعد فرعًا من الإسلام.

وتأتي هذه التطورات في سياق أوسع من التوترات الطائفية التي شهدتها سوريا. ففي نيسان/أبريل الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة في مناطق درزية جنوب البلاد، لا سيما في ريف السويداء وصحنايا قرب دمشق، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 درزي، معظمهم من المسلحين، وفقاً للمرصد السوري، إلى جانب مقتل 32 مقاتلاً من الجماعات الإسلامية.

هذه الأحداث تزامنت مع تقارير عن ارتكاب قوات موالية للحكومة السورية مجازر بحق مئات من أبناء الطائفة العلوية في آذار/مارس، ما عزز مخاوف الدروز من استهداف وجودي لطائفتهم في البلاد، وقد تدخلت إسرائيل مباشرة عبر شنّ غارات جوية بذريعة حماية أبناء الطائفة الدرزية على حدودها الشمالية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version