بقلم:&nbspيورونيوز&nbspمع&nbspAP

نشرت في

اعلان

ورغم هذه المعاناة، تبرر السلطات الروسية الأمر بأنه إجراء ضروري لإحباط هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية، وهو ما انعكس على عشرات المناطق.

وفي تعبير ساخر عن هذه الأزمة، لاقت أغنية انتقد فيها مدوّن ضعف الاتصال بالإنترنت في مدينة روستوف أون دون جنوب روسيا، أكثر من نصف مليون مشاهدة على إنستغرام خلال أسبوعين.

وجاء في كلماتها: “كيف تقول إنك من روستوف دون أن تنطق بكلمة واحدة؟ أظهر شريطًا واحدًا من إشارة الشبكة.. لدينا إنترنت حتى الساعة 12، ومؤخرًا لم يعد هناك اتصال على الإطلاق. لا داعي للغضب، فقط اعتد على ذلك”.

وكانت السلطات الروسية قد بدأت هذه الإجراءات في مايو الماضي، بالتزامن مع احتفالات روسيا بالذكرى الثمانين لهزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ومع توافد شخصيات دولية لحضور العرض العسكري في موسكو، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”.

لكن السكان يشتكون من تداعيات هذا التقييد في بلد يفرض أصلًا قيودًا واسعة على حرية الإنترنت، مشيرين إلى أن الانقطاعات قد تستمر لساعات أو أيام، دون أن تكون هناك أنماط واضحة، إذ تعمل الشبكة في جزء من المدينة بينما تنقطع في أجزاء أخرى.

وعن ذلك تقول أناستاسيا زيرمونت، مديرة السياسات لأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في منظمة Access Now لحقوق الإنترنت، إن فرض هذه الانقطاعات تحت ذريعة الأمن يمنحها شرعية أمام المواطنين ويفتح الباب أمام استغلالها من قبل السلطات.

وسبق لموسكو أن قيدت اتصال الهواتف المحمولة خلال الاحتجاجات وفي المناطق الحدودية مع أوكرانيا، لكن تعميم الانقطاع في العاصمة في أيام الاحتفالات، أوحى إلى المسؤولين في مختلف الأقاليم مفادها أن هذا الأسلوب فعّال، حسبما يقول ساركيس داربينيان، مؤسس مجموعة Roskomsvoboda الروسية لحرية الإنترنت، للوكالة الأمريكية.

ويضيف داربينيان أن عملية “شبكة العنكبوت” التي نفذتها أوكرانيا في يونيو الماضي، حين أطلقت طائرات مسيرة من حاويات على متن شاحنات لضرب مطارات داخل العمق الروسي، زادت من قلق موسكو ودفعها لاتخاذ المزيد من الإجراءات المشددة.

وفي السياق ذاته، توضح كاترينا ستيبانينكو، محللة الشؤون الروسية في معهد دراسات الحرب بواشنطن، أن الطائرات المسيرة الروسية والأوكرانية تعتمد على شبكات الإنترنت عبر الهواتف المحمولة لتشغيلها، وبالتالي فإن إيقاف الشبكة هو إحدى وسائل مواجهة هذه الهجمات.

لكن في المقابل، لا يمكن إغفال أن هذه التدابير تصب أيضًا في إطار سعي الكرملين إلى سيطرته على الفضاء الرقمي، حيث فرض على مدار العقد الأخير رقابة صارمة على الإنترنت، وحجب آلاف المواقع التابعة لوسائل إعلام مستقلة، وجماعات معارضة، ومنظمات حقوقية.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، حجبت موسكو مواقع التواصل الاجتماعي الكبرى مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام، بالإضافة إلى تطبيق “سيغنال” للمراسلة المشفرة، وتطبيقات أخرى. كما قيدت الوصول إلى يوتيوب العام الماضي، وهو ما وصفه الخبراء بأنه “خنق متعمد”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version