بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

وتُعتبر هذه المرة الأولى التي يعبّر فيها فصيل مسلح مدعوم من الجمهورية الإسلامية عن استعداده للانخراط العسكري معها في حرب يسعى ما يُعرف بـ”المحور الإيراني” لتصويرها على أنها لا “تخص طهران وحدها”.

تحاول الفصائل الموالية لإيران في المنطقة، مثل الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، إظهار أن المعركة مع إسرائيل، وربما قريبًا مع الولايات المتحدة التي تلوّح بالتدخل المباشر، ليست مجرد صراع على البرنامح النووي الإيراني.

إذ تروّج لسردية مفادها أن ما يحصل هو “المعركة الأخيرة” بين مشروعين متنافسين على النفوذ في المنطقة، وأن خسارة إيران قد تعني “دخول المنطقة في العصر الإسرائيلي”، حسب أدبياتهم.

ورغم أن جميع الجهات الموالية، وحتى الصديقة لإيران، قد عبرت عن إدانتها ودعمها المعنوي للجمهورية الإسلامية بعد تعرضها لوابل الصواريخ والقنابل الإسرائيلية العنيفة، إلا أن الحوثيين كانوا أول من عبّر عن استعداده لفتح جبهة “إسناد جديدة”.

وقد يعني ذلك تكثيف الهجمات العسكرية على الأراضي الإسرائيلية، خاصة أنهم لا يزالون يرسلون المسيرات والصواريخ بين الحين والآخر، كجزء من استراتيجية تخفيف الضغط عن غزة التي قاربت الحرب فيها العامين.

وقد استهدف أنصار الله (الحوثيون) قبل ثلاثة أيام وسط إسرائيل، وتحديدًا منطقة يافا، بعدة صواريخ باليستية، في خضم المعركة مع إيران، حسبما أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة العميد يحيى سريع.

غير أن تدخل الحوثيين في المعركة المباشرة قد يعرض وقف إطلاق النار الذي وقعوه بشكل منفصل مع الولايات المتحدة الأمريكية في مايو/أيار الماضي للخطر.

وقد يؤدي ذلك إلى استئناف القصف الأمريكي عليهم، الذي كان بوتيرة شبه يومية وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا وتضرر المراكز العسكرية والحيوية. كما أنه قد يعرض حركة الملاحة الأمريكية في البحر الأحمر للخطر، ويستنزف الخزينة، وهو بالتأكيد ما ستضعه واشنطن في الحسبان.

تاريخ دعم إيران للحوثيين في اليمن

بحسب معهد “ألما” للدراسات الإسرائيلية، بدأت إيران دعم جماعة الحوثيين في أوائل التسعينيات، وتوسّع هذا الدعم خلال الحرب الأهلية في اليمن، ليلعب دورًا محوريًا في تمكينهم من السيطرة على أجزاء واسعة من شمال البلاد عام 2014، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

والهدف منه كان إنشاء قوة عسكرية تحاكي قوة حزب الله في لبنان في سياق الصراع مع إسرائيل.

وعلى مدى السنوات الماضية، زودت طهران الحوثيين بشتى أنواع الأسلحة، مثل المدافع الرشاشة، وقذائف الهاون، والمتفجرات، والصواريخ المضادة للدبابات، والصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيرة، والزوارق المفخخة، وأنظمة الدفاع الجوي.

إلى جانب ذلك، قدمت لهم التدريب العسكري والدعم الاقتصادي، وساعدت على إنشاء بنية تحتية لإنتاج وتجميع الأسلحة، مما جعلهم مستقلين نسبيًا وقادرين على التصنيع المحلي.

ويقول معهد “ألما” إن الحوثيين أظهروا “قدرة تطور سريعة تفوق حتى حزب الله”، وهذا يتجلى في قدراتهم المتقدمة على تشغيل الأسلحة وخبراتهم القتالية.

كما أنهم يستفيدون من نقاط قوة لا يمتلكها الحزب اللبناني، مثل سيطرتهم على مساحة واسعة من اليمن وموارد طبيعية كبيرة مثل النفط، بالإضافة إلى موقعهم الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

“مصلحة لكل دول المنطقة”

في أول تعليق له بعد اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، حاول زعيم جماعة الحوثيين، عبد الملك الحوثي، بناء خطاب إعلامي لجمهوره يعيد رسم المشهد العام، موضحًا أن الصراع الجاري “يخص جميع الدول في المنطقة”، في لغة قد تكون تمهيدًا لانخراطهم في المواجهة.

وأضاف: “أي بلدٍ إسلامي يدخُلُ في مواجهة مع العدوّ الإسرائيلي، فإن المسؤولية والمصلحة الحقيقية للأمة تكمن في مساندته وتأييد موقفه”.

وأشار إلى أن “العدوان على إيران جاء في سياق استهداف غربي يرى فيها نموذجًا مستقلًّا داعمًا للقضية الفلسطينية”. ولفت إلى أن “انتصار الجمهورية الإسلامية في هذه المواجهة يصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وهو مصلحة لكل دول المنطقة”.

ورغم تبني جميع الفصائل المسلحة في المنطقة الخطاب الإعلامي ذاته، يبقى السؤال: هل سيستعدون لمساندة طهران جميعًا بعد كل الضربات التي تعرضوا لها، أم تقيّدهم اعتبارات أخرى؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version