بقلم:&nbspيورونيوز

نشرت في آخر تحديث

اعلان

شهدت عملية الدفاع عن قاعدة العديد الجوية في قطر ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية إطلاق أكبر دفعة من صواريخ الدفاع الجوي باتريوت في تاريخ الجيش الأميركي، بحسب ما أعلنه رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال دان كين، في إفادة صحفية لعدد من وسائل الإعلام، من بينها “The War Zone”.

فبينما كانت الصواريخ الإيرانية تتجه نحو قاعدة العديد، التي كانت شبه خالية صباح يوم الإثنين، بقيت مجموعة صغيرة من جنود الدفاع الجوي لحماية أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. وفي صباح الخميس، قدم كين، تفاصيل جديدة عن تلك العملية، موضحًا أنها أسفرت عن أكبر إطلاق منفرد لصواريخ باتريوت في مناسبة واحدة بتاريخ الجيش الأميركي.

وقال إنه بعد ثلاثة أيام من عملية “مطرقة منتصف الليل”، التي نفذتها قاذفات الشبح B-2 سبيريت بإلقاء 14 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57/B تزن كل منها 30 ألف رطل على منشآت إيران النووية في فوردو ونطنز، “بدأنا نتلقى مؤشرات وتحذيرات بأن إيران تنوي مهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة صباح ذلك اليوم”.

وبناءً على ذلك، وبالتشاور مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل “إريك” كوريللا، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قواعد العديد وغيرها من القواعد في المنطقة بـ”تبني وضعية الحد الأدنى للقوات”، كما أوضح كين. وكما أشارت تقارير سابقة، أظهرت صور الأقمار الصناعية مغادرة معظم الطائرات قاعدة العديد قبل أيام، وكذلك غادرت السفن الحربية الأميركية قواعدها في البحرين تحسبًا لرد إيراني محتمل.

وقال كين: “انتقل معظم الأفراد بعيدًا من القاعدة لتوسيع محيط الأمان خارج ما اعتبرناه منطقة استهداف محتملة”، مضيفًا: “باستثناء عدد قليل جدًا من جنود الجيش في العديد”.

في تلك اللحظة، “لم يتبقَ في القاعدة سوى بطاريتين من باتريوت، أي حوالي 44 جنديًا أميركيًا مسؤولين عن الدفاع عن القاعدة بأكملها، بما في ذلك مقر القيادة المتقدم للقيادة المركزية والقوات الأميركية كافة هناك”.

وأوضح كين أن “أكبر الجنود سنًا كان قائدًا يبلغ 28 عامًا، أما أصغرهم فكان جنديًا عمره 21 عامًا لم يمضِ على خدمته في الجيش أكثر من عامين”.

حاول كين أن يرسم صورة عن شعور هؤلاء الجنود الذين كانوا ينتظرون وابل الصواريخ الإيرانية: “تخيل أنك ضابط صغير في الخامسة والعشرين أو السادسة والعشرين من عمرك، مكلف بإدارة العمليات التكتيكية داخل وحدة القيادة والسيطرة. إلى جوارك يجلس مشغّل الإنذار المبكر، ومهمته إبلاغك بأي هجوم وشيك. داخل العربة خمسة أشخاص وخارجها خمسة آخرون، المجموع 44 شخصًا. لقد أمضيت سنوات في الشرق الأوسط، تعيد الانتشار مرة تلو أخرى، تُمدد مهمتك دائمًا، وأنت في حالة استعداد دائم دون يقين متى سيأتي ذلك اليوم الذي يُختبر فيه عزمك وقدرتك على أداء المهمة دون فشل”.

في تلك الأثناء، كانت أطقم باتريوت المتمركزة في العديد قد نُقلت من كوريا واليابان لتعزيز القدرات الدفاعية الجوية في نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية. وأوضح كين أن ذلك جاء ضمن تحركات أوسع لتعزيز التواجد العسكري الأميركي في المنطقة مع تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني، تزامنًا مع وصول مقاتلات F-16 وF-22 وF-35 وطائرات التزود بالوقود KC-135.

وتابع كين: “مع استمرار النهار، بدأت تزداد الأحاديث الاستخبارية عن هجوم وشيك. ومع غروب الشمس في الغرب، تلقيت أوامر من القيادة العليا بضبط اتجاه البطاريات نحو الشمال. الجو حار، والتوتر يزداد، وأنت تنتظر خارج عربة باتريوت. أفراد الطاقم الأساسي، وهم رقيب وأربعة جنود، يديرون المفتاح ويسلمون السيطرة على الصواريخ لذلك الضابط الشاب داخل العربة. والآن أمامك نحو 120 ثانية فقط لتقرر وتنفذ”.

وزاد الطين بلة أن بطاريات باتريوت كانت على رأس قائمة الأهداف الإيرانية؛ إذ إن تدميرها كان سيفتح الطريق أمام باقي الصواريخ لضرب القاعدة بلا عوائق.

في حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً بتوقيت الدوحة، قال كين: “مع غروب الشمس، بدأت إيران هجومها ورصدت الأهداف. صاروخًا تلو الآخر، كانت صواريخ باتريوت تخرج من حاوياتها بانفجار أولي، ثم يشتعل محركها الرئيس القوي. يمكنك أن تشعر بهذه القوة في جسدك لو شاهدت إطلاق باتريوت من قرب. وطلقة بعد أخرى انطلقت لتعترض الصواريخ القادمة”.

ووصف كين هذا الدفاع بأنه حدث تاريخي: “نعتقد أنه أكبر اشتباك منفرد باستخدام باتريوت في تاريخ الجيش الأميركي”، مشيرًا إلى أن الأطقم القطرية شاركت كذلك في الدفاع. ورفض كين الإفصاح عن عدد الصواريخ التي أُطلقت، مكتفيًا بالقول: “لقد كان عددًا كبيرًا”.

وبحسب تقديرات الخبراء، استُخدم ما بين صاروخين وأربعة لاعتراض كل صاروخ مهاجم، خصوصًا بعد إعلان ترامب سابقًا أن إيران أبلغت باعتزامها إطلاق 14 صاروخًا على العديد في رد رمزي يعادل عدد القنابل الضخمة التي استخدمتها أميركا لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

أضاف كين: “ما نعرفه أن كمية هائلة من المعدن كانت تتطاير في السماء: صواريخ مهاجمة تضربها باتريوت، ومحركات صواريخ مصابة، وصواريخ باتريوت نفسها، وحطام يتساقط على الأرض. ومع ذلك، لم يكن أمام المدافعين سوى ثوانٍ لاتخاذ قرارات معقدة لها أثر استراتيجي”.

وتأتي هذه العملية في وقت يُعد فيه طاقم الدفاع الجوي الأميركي من أكثر الوحدات إنهاكًا، إذ لا يملك الجيش سوى 17 كتيبة باتريوت منتشرة في أنحاء العالم، ما يبرز محدودية القدرة الدفاعية الأرضية في ظل حجم الالتزامات العالمية. كما أشارت معلومات صحفية إلى سقوط صواريخ إيرانية بشكل مباشر في القاعدة ،على الرغم من أكبر عملية إطلاق باتريوت في مناسبة واحدة بتاريخ الجيش الأميركي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version