تحتوي منتجات تنظيف وتطهير الأسنان عادة على مواد كيميائية قوية، قد يسبب بعضها آثارا جانبية خطيرة على المدى البعيد، مما يدفع بعض الناس إلى البحث عن بدائل صحية من مكونات طبيعية وموثوقة آمنة على الجسم والبيئة.
ويمكن تحضير معجون أسنان منزلي باستخدام صودا الخبز أو الفحم وغيره، وهي مكوّنات نظيفة ولطيفة على البيئة وسهلة الاستخدام. إليك كل ما تحتاج إلى معرفته حول صنع معجون الأسنان الخاص المنزلي:
فوائد تحضير معجون الأسنان المنزلي
هناك أسباب كثيرة من شأنها التشجيع على تحضير معجون أسنان منزلي، أحدها أن “ماركات” معجون الأسنان التجارية غالبا ما تحتوي على مادة الفلورايد، المكوّن النشط الأكثر شيوعا في معظم منتجات الأسنان، الذي يمكن أن يكون ساما ويتراكم في الجسم، قد يؤدي إلى تسمّم الأسنان بالفلور، مما يهدد بالتسوّس وتلف مفاصل الفك.
إلى ذلك، يمكن عند تحضير معجون الأسنان المنزلي اختيار المكوّنات والنكهات التي تناسب الذوق الشخصي، وتحويلها إلى خلطة لذيذة وقوية تترك أسنانك نظيفة وأكثر بياضا.
كما أن تحضير المستحضر المنزلي يضمن توفير المال، لأن تكلفة المكوّنات في معجون الأسنان الطبيعي قليلة للغاية، على الرغم من فاعليتها، كما أنه صديق للبيئة ولا يتطلب زيادة استهلاك البلاستيك المستخدم في تعبئته.
وصفات معجون الأسنان المنزلي بمكوّنات طبيعية
معجون الأسنان بصودا الخبز
صودا الخبز عنصر غالبا ما يتم استخدامه في مستحضرات معجون الأسنان. ووفق موقع “نيوز ميديكال” (News Medical) فإنه آمن للاستخدام ويقتل الجراثيم، ويُعد مادة كاشطة لطيفة على اللثة والفم، ومع ذلك ينبغي استهلاكه بحذر وبقدر محدود.
لتحضير المعجون باستخدام صودا الخبز يمكن ببساطة مزج ملعقة صغيرة منه مع كمية قليلة من الماء حتى الحصول على القوام الملائم، ويمكن إضافة نكهة إلى المعجون بالطريقة ذاتها عبر استخدام زيت أساسي عطري ومنعش، مثل زيت النعناع.
معجون الأسنان بزيت جوز الهند
قد تؤدي مضمضة الفم بالزيت الكثيف الغني بالفوائد الطبيعية إلى تعزيز حصول الفم والأسنان واللثة على الفوائد الصحية المختلفة، وتعمل هذه التقنية عن طريق تحريك كمية صغيرة من الزيت في الفم لمدة من 5 إلى 20 دقيقة كل مرة يوميا.
وبحسب تجربة علمية نشرتها مجلة “إن سي بي آي” (NCBI) العلمية للدراسات والبحوث، ثبت أن المضمضة بزيت جوز الهند تقلّل بفعالية طبقة البلاك (وهي طبقة بيضاء أو صفراء رفيعة تتكون بسبب بقايا الطعام والجراثيم) بعد الاستخدام اليومي لمدة 7 أيام متصلة.
معجون أسنان وغسول الفم بالمريمية
قد يكون نبات المريمية أحد المكوّنات التي يمكن الاعتماد عليها عند صنع معجون الأسنان الطبيعي في المنزل، إذ وجدت دراسة علمية نشرها موقع “هيلث لاين” (Healthline) أنه بعد استخدام غسول الفم لوحظ لدى المشاركين أنهم تعافوا من التهاب اللثة وتقرحات الفم بعد 6 أيام من الاستخدام اليومي.
ولصنع غسول الفم بالمريمية يمكن خلط حفنة من أوراقها وملعقة صغيرة من الملح في نحو 100 ملليلتر من الماء المغلي، وتقليبها جيدا لكي تتمازج وتفرز الأوراق زيوتها الطبيعية.
وعندما يبرد الخليط، يمكن تناول رشفة منه للمضمضة بلطف في الفم، على أن يتحرّك جيدا في مختلف الزوايا قبل أن يتم بصقه بعد بضع دقائق.
وتجمع وصفة معجون أسنان المريمية بين المكونات التالية:
- ملعقة صغيرة من الملح.
- ملعقتان صغيرتان من صودا الخبز.
- ملعقتان صغيرتان من الميرمية المجففة.
- عدة قطرات من زيت النعناع العطري (اختياري).
وتُطحن هذه المكونات معاً في محضّر الطعام السريع، بعد إضافة القليل من الماء للحصول على قوام سميك عبارة عن معجون يمكن فرده على فرشاة الأسنان.
معجون الأسنان باستخدام الفحم
السنوات الأخيرة، أصبح الفحم يدخل في صناعة مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والأسنان، بعدما ثبتت فاعليته في التطهير والتنظيف العميق.
وعلى الرغم من أنه لا يستدعي الكثير من التحضير، إذ يمكن استخدام مسحوق الفحم المطحون كمادة جافة لتفريش الأسنان، فمن الضروري توخّي الحذر عند استخدامه وعدم الإفراط في الكمية.
إذ غالباً ما يُعد الفحم مادة كاشطة بشكل قاسٍ وقوي، مما قد يؤدي إلى تلف الطبقة العليا من مينا الأسنان إذا تم الإفراط في استخدامه، لذلك يُنصح بتقليل الكمية عند المداومة على استخدامه يوميا في تنظيف الأسنان.
نصائح عامة عند الاستخدام
على الرغم من أن المكوّنات المذكورة آنفاً طبيعية، فإن بعضها قد يسبّب بعض الآثار الجانبية، مثل الميرمية التي قد تؤدي في بعض الحالات إلى زيادة حساسية الأسنان أو تطوير رد فعل تحسسي لدى الشخص، وهي الأعراض التي تظهر في اللثة واللسان والفم من الداخل.
وعند ملاحظة أي تغيير غير طبيعي، من الضروري التوقف عن استخدام المعجون المنزلي، وإعادة التفكير في المكوّنات واختيار بدائل لها، مع مراعاة عدم بلع أي كمية منها.
وكذلك، عند استخدام بعض الزيوت الأساسية في تعطير المعجون المنزلي، من الضروري عدم استخدام كميات كبيرة منه، لأن الزيوت الأساسية لها خصائص مضادة للبكتيريا. لذا، يُفضَّل ألا يكون الكثير منها في الفم لكي لا يتم قتل البكتيريا النافعة التي تقي الفم واللسان من الالتهابات والعدوى.