تستعد شركة آبل لإطلاق أول هاتف آيفون قابل للطي خريف العام المقبل، في تحول جذري عن نهجها التقليدي المتحفظ تجاه التقنيات الجديدة.

ووفقا لحلقة (2025/5/14) من برنامج “حياة ذكية”، فإن تسريبات أوضحت أن الشركة ستتبنى إستراتيجية جديدة تقسم إصدارات سلسلة آيفون 18 على موسمين:

  • الطراز القابل للطي في الخريف.
  • بينما سيُرحّل آيفون 18 التقليدي إلى ربيع 2027.

مما يمثل تغييرا جوهريا في نمط إطلاق منتجاتها المعتاد.

ويبدو أن آبل لا تكتفي بمجرد اللحاق بالمنافسين، بل تسعى لتقديم تصميم استثنائي يتميز بسماكة 4.5 مليمترات فقط عند البسط، مع شاشة خارجية بحجم 5.7 بوصات تتسع إلى 8 بوصات عند الفتح.

لكن التحدي الرئيسي الذي واجه مهندسي الشركة يكمن في البطارية، إذ طورت آبل خلية شبه صلبة تتحمل الثني المتكرر دون فقدان السعة، وسيتم تصنيعها لدى “إل جي سوليوشنز”.

كما سيعتمد الهاتف على تقنية “التعرف على الوجه” مع مستشعرات مخفية تحت الشاشة، مما يمنح آبل ميزة تقنية واضحة على منافسيها في هذا المجال.

وفي الوقت الذي تختبر فيه آبل استجابة السوق للأجهزة النحيفة من خلال آيفون 17 آير (5.15 مليمترات)، تتقدم المنافسة بخطوات متسارعة.

فقد وصلت شركتا سامسونغ وهواوي بالفعل لمرحلة إنتاج هواتف ثلاثية الطي مع تحسينات تخفض منحنى عودة الشاشة لأقل من 0.1 مليمتر، لكنهما ما زالتا تواجهان تحدي الوزن الذي يتجاوز 240 غراما.

وتشير دراسات السوق إلى أن “راحة اليد” تمثل عاملا حاسما في تبني المستخدمين لهذه الأجهزة، وإذا نجحت آبل في خفض وزن هاتفها لما دون 220 غراما، فستحقق ميزة تنافسية قد تغير قواعد اللعبة في هذا السوق الناشئ.

وفي تطور موازٍ يعكس الاهتمام المتزايد بالاستدامة البيئية، كشفت شركة مايكروسوفت عن نموذج لغوي جديد أطلقت عليه اسم “بت نت بي ون 282 بي40” يتميز بكفاءة استثنائية في استهلاك الطاقة.

ويعتمد هذا النموذج المبتكر على تقنية “ون بت ويت”، حيث تُخزن الأوزان باستخدام بت واحد فقط بدلا من 16 أو 32، مما قلص حجم النموذج واستهلاكه للطاقة بشكل كبير، وقد يمثل هذا الابتكار نقطة تحول في مجال الذكاء الاصطناعي الصديق للبيئة.

ورغم صغر حجمه، فإن هذا النموذج جرى تدريبه على مجموعة بيانات ضخمة تحتوي على 4 تريليونات رمز (ما يعادل محتوى 33 مليون كتاب)، ويحتل 0.4 غيغابايت فقط من الذاكرة، مقارنة بنماذج أخرى تصل إلى 5 غيغابايت.

كما يتفوق في الأداء بشكل ملحوظ، إذ يستهلك 0.028 جول فقط لكل استجابة، مقارنة بـ 0.186 إلى 0.649 جول للنماذج المنافسة، مع سرعة استجابة تبلغ 29 ملي ثانية.

وفي خطوة تعكس توجهها نحو المصادر المفتوحة، أتاحت مايكروسوفت النموذج عبر منصة “هاغينغ فيس”، مما سيسهم في تسريع وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي المستدام.

فهم أصوات الدلافين

وعلى صعيد آخر من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أعلنت غوغل عن تقدم ملحوظ في مشروعها العلمي المبتكر “دولفين جي” الذي يهدف إلى فهم أصوات الدلافين.

وطور فريق “ديب مايند” التابع للشركة نموذج ذكاء اصطناعي يحلل الأصوات المعقدة التي تصدرها هذه الكائنات البحرية.

ويستند المشروع إلى كنز من البيانات الصوتية جمعها مشروع الدلافين البرية على مدار 40 عاما من المراقبة المستمرة، مما شكل أساسا متينا لتدريب النموذج على فهم الأنماط الصوتية المعقدة لهذه الكائنات الذكية.

ولم يتوقف المشروع عند حدود الفهم النظري، بل تجاوزه إلى التطبيق العملي من خلال تطوير نظام “تشات” (CHAT) المبتكر لتوليد أصوات صناعية تحاكي الدلافين وربطها بأشياء من بيئتها الطبيعية.

ويتكون هذا النظام المتطور من مكبرات صوت خاصة تعمل تحت الماء وميكروفونات حساسة ولوحة تحكم، ويمكن تشغيله مباشرة عبر هاتف بيكسل.

وتخطط غوغل لنشر النموذج ليكون مصدرا مفتوحا في وقت لاحق من هذا العام، مما سيفتح الباب أمام الباحثين في جميع أنحاء العالم لاستخدامه وتطويره، وتسريع فهمنا للتواصل بين هذه الكائنات البحرية المدهشة.

وداعا سكايب

ومن جهة أخرى، أعلنت مايكروسوفت عن قرار مفاجئ بإيقاف برنامج سكايب الشهير بعد 22 عاما من إطلاقه.

وكان سكايب يوصف بأنه رائد حقيقي في مجال المكالمات الصوتية والمرئية، وغيّر جذريا طريقة تواصل الناس عبر المسافات البعيدة، وأسهم في كسر احتكار شركات الاتصالات التقليدية للمكالمات الدولية.

وفي المقابل، ارتفعت شعبية منصة “تيمز” (Teams) التي أطلقتها مايكروسوفت قبل 8 سنوات بشكل كبير، ليصل عدد مستخدميها النشطين شهريا إلى 320 مليونا، مستفيدة من التحول الكبير نحو العمل والتعليم عن بُعد الذي أحدثته جائحة كوفيد-19.

وقد وضعت الشركة خطة لتسهيل انتقال مستخدمي سكايب إلى منصة تيمز، بحيث يمكنهم استخدام بيانات تسجيل الدخول نفسها، وستنتقل الدردشات وجهات الاتصال تلقائيا إلى التطبيق الجديد.

ومع ذلك، فإن هذا الانتقال لن يكون من دون تحديات، إذ إن بعض الميزات المهمة مثل مكالمات الهواتف العادية والمحادثات المشفرة الخاصة لن تنتقل، مما أثار استياء عديد من المستخدمين الذين اعتمدوا على هذه الخدمات لسنوات طويلة.

اترك تعليقاً