شكلت الخسارة الجديدة، التي مني بها ريال مدريد أمام غريمه برشلونة في كلاسيكو إياب الدوري الإسباني، صدمة جديدة للفريق الملكي خصوصا مع اتساع الفارق بينهما إلى 7 نقاط قبل 3 جولات من النهاية.

وخسر ريال مدريد أمس الأحد من برشلونة بنتيجة 3-4 في المباراة التي جرت على ملعب “مونتجويك” الأولمبي بقمة الجولة 35 من الليغا، ليتعرض النادي الملكي إلى هزيمته الرابعة هذا الموسم أمام البلوغرانا.

وقالت صحيفة “ماركا” الإسبانية إن “ريال مدريد وقّع على نهاية حقبة في برشلونة وعملية التغيير أصبحت حتمية لا رجعة عنها، وعليه فإنه لم يعد أمام الفريق سوى التطلع إلى المستقبل القريب مع تشابي ألونسو في كأس العالم للأندية”.

وترى الصحيفة أن مؤشرات انهيار ريال مدريد هذا الموسم كانت واضحة، ولا يُمكن إنكارها، لكن مسؤوليه فضّلوا غض النظر عن الحقيقة ومواصلة العمل بالعناصر الموجودة بدلا من السعي لإيجاد حلول، حتى خرجت الأمور عن السيطرة بعد كلاسيكو الليغا.

وأكدت أن الكلاسيكو الأخير كشف عن فوارق مخيفة بين الفريقين على الصعيدين الفني والإداري، واستعرضتها في النقاط التالية:

كذبة صغيرة بأرجل قصيرة

في إشارة إلى أن ريال مدريد بدأ المباراة كما حلم بها وليس كما خطط، فتقدّمه بهدفين في أول 14 دقيقة لم يكن في حسبان أحد، لكن سرعان ما تغيّر كل شيء، لأن الألماني هانسي فليك مدرب برشلونة نجح في بناء فريق شرس، يمتلك الثقة لقلب الطاولة في أي لحظة رغم المعاناة الدفاعية.

وكعادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في مواجهات الكلاسيكو، فقد فضّل التراجع إلى الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، لكن الفريق وجد نفسه بلا حلول وبلا فكرة للعب في مواجهة العاصفة الكتالونية التي مرت بتسجيل 4 أهداف فقط في الشوط الأول.

الفوضى في تنفيذ الركلات الثابتة

حصل كيليان مبابي نجم ريال مدريد على ركلة جزاء في الدقائق الأولى من المباراة، وتقدّم اللاعب لتنفيذها دون خلاف مع أي من زملائه، هذا الانضباط “المفقود” تحقق في أسوأ لحظات الموسم، في إشارة من الصحيفة إلى الطريقة التي أدار بها أنشيلوتي ملف تحديد هوية اللاعب المنفذ لركلات الجزاء.

وقال أنشيلوتي في وقت سابق من الموسم في محاولة منه لإخماد أول حريق بين نجوم الفريق “أعتقد أن من المناسب أن يتحمل كلاهما المسؤولية (مبابي وفينيسيوس) فكلاهما يملك الجودة ولا أريد أن أختار”.

ولو حُسم هذا الملف من البداية لكان من الممكن أن تتغيرا لكثير من الأمور، فخطأ أنشيلوتي كان في محاولة إرضاء الجميع الأمر الذي أدى إلى ضعف المجموعة بكثرة التردد.

فارق مخيف بين برشلونة وريال مدريد

بعد نهاية الكلاسيكو صرّح هانسي فليك مدرب برشلونة “نملك عقلية رائعة، وكل ما نريده هو الهجوم. الجماهير والنادي جميعهم سعداء”.

وفضّل فليك عدم تعميق جراح ريال مدريد بعد سؤاله عن الفرق بين الفريقين في العمل بدون كرة، فقال “كان يمكنهم تسجيل الرابع لكنهم لم يفعلوا، لهذا قلت إن علينا التحسّن في الموسم القادم”، وهذا دليل على فارق الجوع بين اللاعبين لتحقيق الألقاب.

شعور زائف بالأمان

راقب لاعبو ريال مدريد مرور وقت المباراة وهم تحت ضغط الإعصار الهجومي الكتالوني ويعلمون أن النهاية قد تكون أكثر قسوة، إذ تاه اللاعبون على المستطيل الأخضر حيث بدوا بدون أفكار وبدون روح أو التزام وطموح.

دور المدرب القادم

سيكون على المدرب القادم (تشابي ألونسو في الغالب) فرض النظام والانضباط على لاعبي ريال مدريد، وفي الوقت نفسه محاولة كسر الديناميكية التي اعتاد اللاعبون عليها مع أنشيلوتي، وذلك عن طريق الهدوء والحوار سعيا إلى تصحيح الأخطاء.

اختبار لم يفهمه أحد

ربما الأسوأ في وسط الفوضى التي عمت لاعبي ريال مدريد هو محاولتهم القيام “بلا شيء” وفق ماركا، فخطة إخراج الكرة من الخلف التي اختصر بها الفريق كل مشاكله سهّلت مهمة فليك.

وغابت الشخصية والقوة عن ريال مدريد لمواجهة ضغط المنافس، ففي الكرات الثابتة تسمّر لاعبو الميرنغي في مناطقهم تشواميني وأسينسيو داخل منطقة الجزاء والأظهرة (فران غارسيا ولوكاس فاسكيز)، والنتيجة أن الكرة تُبعد ثم تعود للاعبي برشلونة.

وبدلا من إخراج الفريق لمواجهة الكرة الثانية اختار أنشيلوتي حبس لاعبيه في مناطقهم وتسليم الاستحواذ مجددا للخصم “ليزداد الضغط على لاعبي ريال مدريد وتتآكل ثقتهم بأنفسهم”.

شاركها.
اترك تعليقاً