اتفق الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا والكاتب والباحث السياسي محمود علوش على أن التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا، والسيطرة على مدينة حماة تمثل نقطة تحول مهمة في مسار الأحداث.

وفي مداخلة مع الفقرة التحليلية للتطورات في سوريا “مسار الأحداث” أكد مراسل الجزيرة صهيب الخلف من حماة أن المدينة شهدت عودة تدريجية للحياة الطبيعية بعد سيطرة المعارضة عليها، موضحا أن أفراد المعارضة المسلحة دخلوا المدينة من عدة محاور، وسط ترحيب من الأهالي.

وأضاف أن المعارضة سيطرت على مواقع رمزية في المدينة، منها ساحة العاصي التي كانت تشهد المظاهرات المليونية عند اندلاع الثورة في 2011، وجامع عمر بن الخطاب الذي شهد أول مظاهرة في الثورة السورية.

ومن حلب، أوضح مراسل الجزيرة عمر حلبي في مداخلة أخرى أن “ملف حلب عسكريا لم يغلق بعد”، مشيرا إلى أن 5 أحياء في الشمال الشرقي من المدينة لا تزال تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

ولفت إلى أن المعارضة تعمل على تأمين المدينة وتنظيم الحياة فيها، حيث فتحت مراكز أمنية وبدأت بتسيير دوريات شرطية.

الحرب الخاطفة

وأرجع العميد حنا نجاح المعارضة إلى تطبيقها إستراتيجية “الحرب الخاطفة” من خلال توسيع جبهات القتال، وعدم الوقوف في مكان واحد، موضحا أن السيطرة على حلب، التي وصفها بـ”بيضة قبان الأحداث العسكرية”، مكّنت المعارضة من التقدم نحو إدلب وحماة.

ومن جانبه، عزا محمود علوش الانهيار السريع لقوات السلطات السورية إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع الدور الإيراني بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وانشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا.

وأشار إلى أن نقل جزء من الأسطول الجوي الروسي إلى الجبهة الأوكرانية أضعف الغطاء الجوي للجيش السوري.

وتطرق البرنامج إلى المواقف الدولية والإقليمية، مستعرضا دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السورية إلى إيجاد حل سياسي عاجل.

كما أشار إلى حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف على الاضطلاع بدورها من أجل الشعب السوري، فيما ألقت الخارجية الأميركية باللوم على النظام السوري بسبب رفضه المتكرر الحل السياسي.

مخاوف إسرائيل

وحول الموقف العربي، أوضح محمود علوش أن المواقف العربية الصادرة لم تكن داعمة بشكل واضح للسلطة في سوريا، وإنما جاءت داعمة لسوريا كدولة.

وأضاف أن الدول العربية شكّلت سياستها انطلاقا من اعتقاد سابق بانتصار الحكومة، ورغبة في لعب دور أكبر في تشكيل مستقبل سوريا.

وبشأن المخاوف الإسرائيلية، أوضح حنا أن القلق الإسرائيلي ينبع من احتمال سيطرة المعارضة على مخازن الأسلحة والمعدات للجيش السوري.

وأشار إلى أن ما يقلق إسرائيل تحديدا هو الصواريخ بعيدة المدى، خاصة في ظل افتقارها العمق الجغرافي.

وحول دور حزب الله، أكد حنا أن الحزب ليس في وضع يسمح له بالتدخل كما فعل سابقا، مشيرا إلى أن “المشكلة الأساسية لحزب الله هي البقاء” في ظل الظروف الراهنة في جنوب لبنان.

وحول سبل الوصول إلى حل للأزمة أكد علوش على أن غياب أفق الحل السياسي خلال السنوات الماضية أدى إلى هذه التحولات الكبيرة، وأضاف أن الحل السياسي المطلوب يجب أن يكون وفق قرار مجلس الأمن 2254، مؤكدا أن “سوريا ما بعد 27 نوفمبر/تشرين الثاني تختلف بشكل كبير عن سوريا ما قبله”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © الخليج مباشر. جميع حقوق النشر محفوظة. تصميم سواح سولوشنز.