تناول تقرير نشرته مجلة تايم الأميركية الجدل المتصاعد في صحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ الشكوك في حالته الجسدية والعقلية تهدد مصداقيته السياسية وتثير قلقا واسعا في الأوساط الأميركية.

وأوضح مراسل المجلة فيليب إيليوت، أن هذه الشكوك جاءت بعد أيام من تداول شائعات على مواقع التواصل تزعم أن ترامب على فراش الموت، أو أن صحته تدهورت، مما دفعه إلى عقد اجتماع أول أمس الثلاثاء في المكتب البيضاوي عده كثيرون “عرضا” لتبديد الشكوك.

ولفت التقرير إلى أن الأميركيين لم يكترثوا لما قاله الرئيس، بل اتجهت أنظارهم إلى هيئته وحالته الجسدية، لمعرفة ما إذا كان يستخدم مساحيق تجميل أكثر من العادة، أو يخفي كدمات جديدة بوجهه ويديه.

ما وراء الإشاعات

وأكدت المجلة أن نظريات وفاة ترامب الوشيكة لاقت رواجا واسعا لأن مصداقية أطبائه مشكوك فيها.

وأشار التقرير إلى أن ترامب، خلال ولايته الأولى، أبقى أطباءه وزنه على بعد نصف كيلوغرام فقط من تصنيفه على أنه بدين، مؤكدين أنه “آلة لا تتوقف عن العمل”.

كما نسب رون جاكسون -طبيب البيت الأبيض في 2018 والذي حصل لاحقا على منصب في الكونغرس- صحة ترامب إلى “جيناته العظيمة”، بل ادعى أن الرئيس قد يعيش حتى الـ200 عام، حسب التقرير.

وأثناء حملة 2016 الانتخابية، يضيف التقرير، أصدر طبيب ترامب هارولد بورنشتاين رسالة طمأن فيها الناس بشأن صحة الرئيس، ثم اعترف بعد ثلاث سنوات بأن ترامب هو من كتبها بنفسه.

وحسب التقرير، تستند الشائعات الأخيرة إلى تشخيص ترامب بقصور وريدي مزمن أدى إلى انتفاخ كاحليه، وظهور كدمات على يديه فُسرت رسميا بأنها نتيجة “قوة مصافحته”، رغم محاولات لاحقة بتغطيتها باستخدام مساحيق التجميل.

كما أثارت مشية ترامب المتأرجحة أثناء قمة ألاسكا الشهر الماضي تساؤلات كثيرة، وأخيرا جاء لقاء يوم الثلاثاء بعد غياب دام أسبوعا تقريبا عن الكاميرات، مما يفسر انتشار الإشاعات، وفق التقرير.

شكوك مستمرة

وأوضح مراسل تايم أن تصريحات ترامب في مواجهة أسئلة الجمهور يوم الثلاثاء بدت غير مقنعة، إذ قال إنه لم يسمع شيئا عن الإشاعات، وهو أمر يصعب تصديقه بالنسبة لرئيس له حضور كبير على شبكة الإنترنت.

وأشار إلى أن الأزمة الحالية تتزامن مع تراجع ثقة الأميركيين في رئيسهم، فقد أظهرت استطلاعات “يوغوف” أن 56% لا يصدقون ما يقوله الآن، مقارنة بنسبة 49% في 2017.

وذكر التقرير أن أنصار ترامب أيضا بدأوا يتساءلون عن حالته، إذ كتب القومي نيك فوينتيس على وسائل التواصل: “شيء ما يحصل مع ترامب والبيت الأبيض يخفيه… هذا بالضبط ما حصل مع جو بايدن”.

وأكدت المجلة أن مقارنة ترامب بالرئيس السابق جو بايدن تزعج فريق ترامب، ولكنها تلقى رواجا واسعا، مضيفا أن ترامب نفسه استهزأ بالرئيس بايدن سابقا، واستغل لحظة تعثر المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أثناء انتخابات 2016 وسخر من قدرتها على إكمال مسيرتها الرئاسية.

ورغم أن طبيبة كلينتون أعلنت أنها كانت تعاني التهابا رئويا، إلا أن ذلك لم ينجح في تهدئة نظريات المؤامرة عن صحتها، وفي يوم انتخابات 2016، أظهرت استطلاعات الرأي أن 61% من الناخبين لا يعتقدون أن كلينتون صادقة أو جديرة بالثقة، وفق التقرير.

ولكن المفارقة -حسب المجلة- هي أن 64% من الناخبين شككوا في مصداقية ترامب، ورغم ذلك فاز هو بالانتخابات.

وخلص مراسل تايم إلى أن ترامب أصبح ماهرا في فصل “النزاهة” عن “النجاح السياسي”، كما أن الشعب الأميركي لم يعد يكترث بمصداقية الرئيس، مما يضعف تأثير الشائعات على شعبيته.

شاركها.
اترك تعليقاً