Published On 9/9/2025
|
آخر تحديث: 18:02 (توقيت مكة)
وصفت مجلة إيكونوميست البريطانية افتتاح إثيوبيا اليوم الثلاثاء مشروع سدّ النهضة، بأنه يمثل لحظة تاريخية تحمل بين طياتها وعودا اقتصادية ومخاطر جيوسياسية جسيمة.
وقالت في تحليل إخباري إن مشروع سد النهضة، وهو أكبر سدّ كهرومائي في أفريقيا، الذي شارك في تمويله الملايين من أفراد الشعب الإثيوبي قادر على مضاعفة إنتاج البلاد من الكهرباء.
لكن في الوقت الذي يُنتظر فيه أن يزوّد ملايين المواطنين بالطاقة ويمنح أديس أبابا نفوذا إقليميا متزايدا، فإن السد يثير مخاوف عميقة في مصر والسودان حول مستقبل حصتهما من مياه النيل.
شكوك حول تحقيق الأهداف
ورغم تأكيد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بأن السد سيحقق في النهاية عوائد تصل إلى مليار دولار سنوي، فإن إيكونوميست تعتقد أن ذلك لن يتحقق إلا إذا طوّرت إثيوبيا شبكات نقل الكهرباء لربط المزيد من مواطنيها بالشبكة وإرسال المزيد من الطاقة إلى جيرانها.
واعتبرت المجلة أن المستفيد الأكبر حتى الآن من فائض إنتاج الطاقة؛ شركات تعدين العملات الرقمية التي من المتوقع أن تستهلك ما يقارب ثلث إنتاج الكهرباء في البلاد هذا العام، بينما سيتعين على معظم الإثيوبيين المحرومين من الكهرباء الانتظار لسنوات، على الأرجح، حتى يتم ربطهم بالشبكة بحلول عام 2030.
إيكونوميست: خيارات مصر في مواجهة مباشرة مع إثيوبيا محدودة، فقصفها السد -كما هددت يوما ما- سيكون “ضربا من الجنون” لأنه سيتسبب في فيضانات كارثية في أجزاء من السودان.
يتجاوز الأبعاد التقنية
سياسيا، وفق المجلة، يتجاوز الخلاف حول المياه الأبعاد التقنية ليصبح أداة لتأجيج النزعات القومية، إذ تشير المجلة إلى أن إثيوبيا تطرح نفسها كقوة تتحرر من “الهيمنة المصرية”، بينما تصف مصر السد بأنه “مسألة حياة أو موت” بالنسبة لها.
أما السودان، الغارق في حرب داخلية، فيقف في معادلة معقدة بين حاجته لمياه إضافية وبين دعمه لمصر، طبقا لإيكونوميست.
وزعمت المجلة أن خيارات مصر في مواجهة مباشرة مع إثيوبيا محدودة، فقصفها السد -كما هددت يوما ما- سيكون “ضربا من الجنون” لأنه سيتسبب في فيضانات كارثية في أجزاء من السودان.
وخلصت إيكونوميست إلى أن التوترات في منطقة القرن الأفريقي تتفاقم مع دخول أطراف أخرى في المعادلة؛ فتقارب مصر المتزايد مع إريتريا -“الجارة اللدود لإثيوبيا”- يعمّق المخاوف من اندلاع صراع إقليمي أوسع. ويتزامن ذلك مع تصريحات آبي أحمد التي تكشف عن نوايا للعودة إلى البحر الأحمر عبر السيطرة على أجزاء من الساحل الإريتري.