بقلم:&nbspMalek Fouda&nbsp&&nbspيورونيوز

نشرت في

اعلان

كشف وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي الابن، في بيان صدر الثلاثاء 5 آب/أغسطس، أن نحو عشرين مشروعًا سيتم إيقافها، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه المشاريع حوالي 500 مليون دولار (ما يعادل 432 مليون يورو). وتركز هذه المشاريع على تطوير لقاحات بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA).

كينيدي ينتقد لقاحات mRNA ويطرح بدائل

وفي مقطع فيديو نُشر عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد وزير الصحة الأميركي لقاحات mRNA، وشرح الأسباب التي دفعت الوزارة إلى إلغاء هذه المشاريع، التي تنفذها شركات أدوية كبرى من بينها فايزر وموديرنا.

وقال كينيدي: “لاستبدال برامج الحمض النووي الريبي المرسال المضطربة، نحن نعطي الأولوية لتطوير استراتيجيات لقاحات أكثر أمانًا وأوسع نطاقًا، مثل لقاحات الفيروسات الكاملة والمنصات الجديدة التي لا تنهار عندما تتحور الفيروسات”.

انتقادات علمية وتحذيرات من خطورة القرار

لكن هذا التوجه قوبل بانتقادات من خبراء الأمراض المعدية، الذين يؤكدون أن تقنية mRNA آمنة وفعالة. ويشيرون إلى أن تطوير هذه التقنية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى عام 2016 ساعد في التخفيف من حدة جائحة كوفيد-19 في عام 2020. كما يحذرون من أن التراجع عنها سيصعّب الاستجابة للأوبئة المستقبلية.

وقال مايك أوسترهولم، خبير الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا: “لا أعتقد أنني رأيت قرارًا أكثر خطورة في مجال الصحة العامة خلال 50 عامًا من عملي في هذا المجال”. وأوضح أن هذه التقنية توفّر قدرة سريعة على إنتاج اللقاحات، وهي ميزة حاسمة في حال ظهور جائحة جديدة تتطلب استجابة فورية.

بدوره، وصف بول أوفيت، خبير اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، نهج كينيدي بأنه “قصر نظر”، مؤكدًا أن “لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال أنقذت بالتأكيد ملايين الأرواح”.

آفاق أوسع لتقنية mRNA رغم التحوّل في السياسات

تُعد اللقاحات التقليدية معتمدة على زراعة أجزاء من الفيروسات في بيض الدجاج أو في أحواض خلايا ضخمة، ثم تُنقّى تلك المواد لإنتاج اللقاح. أما تقنية mRNA فتبدأ من مقتطف من الشيفرة الجينية التي تحمل تعليمات لإنتاج البروتينات، حيث يختار العلماء البروتين المستهدف ويحقنون تلك التعليمات، مما يحفّز الجسم على إنتاج البروتين الكافي لتوليد استجابة مناعية – أي تصنيع اللقاح داخليًا.

ولا تقتصر تطبيقات هذه التقنية على الأمراض المعدية، بل يجري استخدامها حاليًا في مجالات أوسع، من بينها علاجات السرطان، حيث يواصل الباحثون استكشاف إمكاناتها.

وفي بيانها، أكدت وزارة الصحة أن الاستخدامات الأخرى لتقنية mRNA داخل الوزارة لن تتأثر بهذا القرار، مشيرة إلى أن المشاريع التي تم التخلي عنها تعكس “تحولًا في أولويات تطوير اللقاحات”، وأنها بصدد “الاستثمار في حلول أفضل”.

وفي تصريح أدلى به مساء الثلاثاء من أنكوراج، ألاسكا، أوضح وزير الصحة الأميركي أن الوزارة تعمل حاليًا على تطوير بدائل لتقنية mRNA، مشيرًا إلى أن الهدف هو التوصل إلى “لقاح عالمي” يحاكي “المناعة الطبيعية”.

المصادر الإضافية • AP

شاركها.
اترك تعليقاً