- استخدام الغطاء النباتي حول المساجد لتحسين جودة الهواء وتقليل تأثير الحرارة
- تقليل استهلاك الطاقة والمياه والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة
- الاعتناء ببيوت الله يشمل ترشيد استخدام الموارد داخلها بما في ذلك الطاقة وعدم الإسراف
- رسالة الوزارة تشتمل على تعزيز القيم الإسلامية .. وتجنب الهدر من أولوياتنا
أسامة أبوالسعود
كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية د.محمد الوسمي عن خطة طموحة تعمل الأوقاف على تنفيذها حاليا لتحويل جميع المساجد في البلاد إلى مبان مستدامة وخضراء عبر التزام كامل بالمعايير البيئية والهندسية في جميع المساجد، وتقليل استهلاك الطاقة والمياه، وتحسين جودة الهواء، مما يسهم في تحسين تجربة المصلين والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأكد الوزيــر الوسمي لـ «الأنباء» أنه أصدر قرارا بتشكيل لجنة وزارية بالقرار رقم 102 لسنة 2024 المعدل بالقرارين 130 و147 لسنة 2024 بشأن دراسة المساجد المستدامة والتي ضمت في تشكيلها نخبة من العلماء المتخصصين في مجال البناء والعمارة والاستدامة والبيئة برئاسة المعماري بشار عبدالحميد السالم.
وأوضح أن اللجنة باشرت عملها وخاطبت الجهات المعنية بالدولة للوقوف على آخر التطورات التي توصلت إليها تلك الجهات لكي يكون عمل اللجنة متسقا مع ما انتهت إليه الجهات ذات الصلة، وقدم أعضاؤها العديد من الأبحاث العلمية التي تمت في الآونة الأخيرة حتى تم الانتهاء من تنفيذ المهمة المنوطة باللجنة.
ولفت الوسمي إلى أن اللجنة رفعت تقريرها. وأكد على أن هذه المبادرة تعزز تحسين أداء العبادة في المساجد وتسهم في خلق بيئة أكثر راحة وصحة للمصلين، باستخدام الغطاء النباتي حول المساجد لتحسين جودة الهواء وتقليل تأثير الحرارة، مما يجعل المساجد نموذجا يحتذى في الاستدامة.
وأشار إلى أن التقرير أوضح أن هناك مشكلة تتعلق بالاستهلاك المفرط للطاقة والهدر الناتج عنها، والذي يمكن معالجتها من خلال اعتماد حلول مبتكرة وإجراءات صارمة في مجال كفاءة الطاقة واستخدام الموارد بشكل مسؤول، مشددا على أن تقرير اللجنة أوضح أن هذه الاشتراطات ليست مجرد خيارات، بل هي شروط إلزامية تضمن تحقيق استدامة حقيقية.
وأكد أن المساجد تعتبر مباني ذات مكانة عظيمة في الإسلام، فهي بيوت الله ومراكز للعبادة، وتلعب دورا محوريا في حياة المسلمين، لأنها تعنى بعبادة الله وتوجيه الناس نحو السلوك القويم.
وذكر أن الاعتناء ببيوت الله يشمل أيضا ترشيد استخدام الموارد داخلها، بما في ذلك الطاقة، وعدم الإسراف الذي نهى الإسلام عنه شرعا، لافتا إلى أن مبدأ الترشيد يشمل كل مجالات الحياة، بما في ذلك استخدام الموارد مثل الماء والطاقة، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) (الإسراء: (27)، ويفهم من هذا أن التبذير والإسراف مرفوضان في الشريعة الإسلامية.
تطبيق نظم الترشيد
وأوضح وزير الأوقاف أن الترشيد في استخدام الموارد والطاقة في المساجد يأتي متوافقا مع روح الاعتدال التي يدعو إليها الإسلام، مضيفا: «فالإفراط في استخدام الكهرباء والماء في المساجد، أو تشغيل الأنظمة في غير حاجة، يعتبر نوعا من الإسراف الذي يخالف توجيهات الإسلام بالاقتصاد والاعتدال».
وبين أنه «من هنا تأتي أهمية تطبيق نظم ترشيد الطاقة في المساجد، ليس فقط من منظور اقتصادي أو بيئي، بل من منظور ديني وأخلاقي أيضا»، وذلك لضمان استغلال النعم التي أنعم الله بها علينا بشكل مستدام ومسؤول، وتحقيق رؤية أكثر استدامة لمستقبل الطاقة في الكويت.
وأشار إلى أن الهدر في الطاقة في المساجد المملوكة للدولة في الكويت والمدارة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يشكل تحديا كبيرا، خاصة مع استخدام التكييف والإضاءة على نطاق واسع، حتى في الأوقات التي لا تكون فيها المساجد ممتلئة أو في غير أوقات الصلاة. وأوضح الوزير الوسمي أن من بين الأسباب الشائعة للهدر هو ترك الأنظمة تعمل لفترات طويلة بدون حاجة، أو استخدام أنظمة قديمة تستهلك الطاقة بشكل غير فعال.
1700 مسجد
وقال وزير الأوقاف إن عدد المساجد التابعة للوزارة يفوق 1700 مسجد، ووفقا للتقرير فإن قطاع المساجد يمثل جزءا كبيرا من استهلاك الطاقة على مستوى البلاد، سواء من حيث التكييف أو الإضاءة أو استخدام الماء، لأن المساجد مفتوحة على مدار العام، مما يزيد من حجم استهلاك الطاقة.
وختم وزير الأوقاف تصريحاته بالقول: «وبما أن رسالة الوزارة تشتمل على تعزيز القيم الإسلامية، فإن تجنب الهدر في استخدام الطاقة، يأتي ضمن أعلى أولويات الوزارة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الكويت على مستوى استهلاك الطاقة».
معايير بناء المساجد الجديدة
سعت اللجنة من خلال عملها إلى وضع معايير دقيقة تضمن توفير بيئة عبادة صحية ومستدامة، مع الحفاظ على القيم الدينية والثقافية، كما وضعت اللجنة عددا من الاعتبارات التصميمية الهندسية والمعمارية عند بناء المساجد الجديدة لضمان ترشيد استهلاك الطاقة والمياه.
ومن تلك الضوابط يجب تصميم ردهة أو فاصل لأي مساحة لها وصول مباشر إلى باب يفتح إلى الخارج، فهذا التصميم يساعد في تقليل الفقد الحراري ويسمح بالتحكم الفعال في البيئة داخل المبنى.
ويجب أن تتضمن الردهة أو الفاصل عزلا حراريا لضمان عدم تسرب الحرارة أو البرودة إلى الداخل أو الخارج، مما يسهم في تحسين كفاءة الطاقة.