مناورات الناتو العسكرية في جورجيا وسط توتر مع أوروبا

جورجيا تستضيف تدريبات عسكرية مع الناتو وسط توترات سياسية

في خطوة تعكس تعقيدات المشهد السياسي في جورجيا، تستضيف البلاد تدريبات عسكرية كبرى بالتعاون مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم تصاعد الاتهامات لحكومتها بالابتعاد عن النهج المؤيد للغرب والانجراف نحو روسيا. يأتي هذا في وقت تتزايد فيه الخلافات بين جورجيا والاتحاد الأوروبي، وفق ما أفادت به شبكة يورونيوز اليوم.

خلفية تاريخية وسياسية

منذ عام 2008، سعت جورجيا للانضمام إلى الناتو، وهو مسعى منصوص عليه في دستور البلاد وحظي بتأييد الحلف. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة ما يُعتبر تراجعًا ديمقراطيًا في جورجيا، مما أدى إلى خلافات متزايدة مع شركاء غربيين مثل الاتحاد الأوروبي.

تفاصيل التدريبات العسكرية

أعلنت وزارة الدفاع الجورجية عن تمرين “الروح الرشيقة”، الذي يُجرى بالقرب من العاصمة تبليسي ويستمر حتى 8 أغسطس القادم. يشارك في هذه التدريبات أكثر من 2000 جندي من عشر دول، بما فيها ألمانيا ورومانيا وبولندا وأوكرانيا ومولدوفا. وتشمل المناورات تدريبات بالذخيرة الحية وعملية مشتركة مع اللواء الليتواني البولندي – الأوكراني.

التوترات السياسية الداخلية والخارجية

اعتمد البرلمان الأوروبي قرارًا شديد اللهجة ضد السلطات الجورجية الحالية التي وصفها بأنها نصّبت نفسها بنفسها عقب الانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل التي جرت في أكتوبر 2024. أثارت هذه الانتخابات موجة احتجاجات استمرت لأكثر من ستة أشهر وتركزت ضد الحكومة الجورجية بسبب اتهامات بتزوير الانتخابات.

قوبل القمع العنيف للمتظاهرين بإدانة قوية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. علقت واشنطن شراكتها الاستراتيجية مع جورجيا وفرضت قيودًا على إصدار التأشيرات لبعض أعضاء البرلمان والمسؤولين الحكوميين المتهمين بتقويض الديمقراطية.

السعي نحو الاتحاد الأوروبي

تقدمت جورجيا بطلب عضوية الاتحاد الأوروبي في مارس 2022، إلى جانب أوكرانيا ومولدوفا. ورغم التحديات السياسية الداخلية والخارجية التي تواجهها البلاد، تظل تطلعات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والناتو جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية لجورجيا.

تحليل الموقف السعودي والدولي

المملكة العربية السعودية تنظر إلى التحركات الجورجية ضمن سياق أوسع يشمل التوازن الاستراتيجي والدبلوماسي في المنطقة. تدعم المملكة الاستقرار الإقليمي والتعاون الدولي على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

الدول الغربية: بينما تتخذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مواقف حازمة تجاه ما يعتبرونه انتهاكات ديمقراطية في جورجيا، يظل التعاون العسكري عبر الناتو مؤشرًا على استمرار العلاقات الأمنية رغم التوترات السياسية.

روسيا: قد ترى موسكو في التقارب الجورجي مع الناتو تهديدًا لمصالحها الإقليمية التقليدية وتعمل على تعزيز نفوذها داخل جورجيا بطرق مختلفة.