بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

خلال عرض فني ضخم أُقيم الأحد في المسرح الكبير بشرق بيونغيانغ، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للمعاهدة العسكرية بين كوريا الشمالية وروسيا، عُرضت على شاشة عملاقة صور لكيم وهو يقف أمام ستة توابيت مغطاة بالعلم الوطني، واضعًا يديه عليها، في مشهد يرمز إلى إعادة رفات الجنود.

وتضمنت فقرات الحفل، الذي شارك فيه فنانون من كوريا الشمالية وروسيا، مشاهد لجنود من البلدين يلوّحون بأعلامهم، بالإضافة إلى صور لدفتر ميداني ملطخ بالدماء، قيل إنه يعود لجندي كوري شمالي قُتل في منطقة كورسك الروسية. وورد في إحدى الصفحات: “لقد حان الوقت الحاسم. لنخض هذه المعركة المقدسة بشجاعة، مدفوعين بالحب والثقة اللذين منحنا إياهما قائدنا الأعلى”، في إشارة إلى كيم.

ورغم عدم تحديد توقيت إعادة الرفات، فإن ظهور كيم ومسؤولين آخرين – بينهم شقيقته النافذة كيم يو-جونغ ووزيرة الخارجية تشوي سون-هوي – وهم يرتدون ملابس شتوية، يشير إلى أن عملية repatriation قد تمت قبل أشهر.

من الإنكار إلى التمجيد

بعد شهور من النفي الرسمي لأي مشاركة عسكرية مباشرة في أوكرانيا، تبدو كوريا الشمالية الآن بصدد إعادة صياغة روايتها، بتحويل الجنود القتلى إلى “أبطال النصر”، ضمن خطاب دعائي يعزز التحالف مع موسكو.

وقال هونغ مين، الباحث في المعهد الكوري لتوحيد الأمة، لوكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية: “بيونغيانغ تسعى لتقديم الخسائر العسكرية كجزء من إنجاز وطني في إطار تحالفها مع روسيا”، مشيرًا إلى أن بث هذه الصور جاء بعد إعلان البلدين رسميًا عن نشر قوات كورية شمالية.

وقد ظهر كيم، خلال العرض، متأثرًا في بعض اللحظات، جالسًا إلى جانب وزيرة الثقافة الروسية أولغا ليوبيموفا، وابنته كيم جو-آي، فيما أظهرت لقطات من البث الرسمي حضورًا كوريًا شماليًا يذرف الدموع.

وأفادت صحيفة كوريا هيرالد أن هذه المناسبة تمثل أول عرض علني لصور جنود كوريين شماليين أُرسلوا للقتال في روسيا، يمكن للمواطنين المحليين مشاهدته، ما يُعد تحولًا إعلاميًا غير مألوف.

تأكيد رسمي ومكاسب متبادلة

كانت بيونغيانغ وموسكو قد أكدتا في أبريل الماضي ولأول مرة إرسال قوات كورية شمالية للمشاركة في القتال، ووصفت القيادة في البلدين هؤلاء الجنود بـ”الأبطال”. كما أعلن كيم حينها عن بناء نصب تذكاري في بيونغيانغ تكريمًا لهم، وتكليف رسمي بوضع الزهور على قبورهم.

ووفق تقديرات مسؤولين في سيول، أرسلت كوريا الشمالية ما يصل إلى 15 ألف جندي منذ خريف 2024، وتكبدت نحو 4,700 إصابة، بينها 600 حالة وفاة. وتشير الاستخبارات الكورية الجنوبية إلى احتمال تنفيذ موجات انتشار إضافية في شهري يوليو أو أغسطس.

وبموازاة ذلك، زوّدت كوريا الشمالية روسيا بكميات كبيرة من الذخائر، وقذائف المدفعية، وصواريخ باليستية، في صفقة يُعتقد أنها تتضمن مقابلًا من موسكو يشمل تكنولوجيا عسكرية متطورة، بما فيها قدرات فضائية، إلى جانب مساعدات اقتصادية.

وأكدت وكالة الأنباء الرسمية KCNA أن الحفل الفني عمّق “أواصر الصداقة والواجب الأممي الصادق بين شعبي وجيشي البلدين، والتي صيغت بالدماء المشتركة”.

ويرى مراقبون أن عرض هذه المشاهد لا يهدف فقط إلى تمجيد القتلى، بل أيضًا إلى إضفاء شرعية داخلية على تدخل عسكري خارجي يثير تساؤلات في بلد يُعاني من عزلة خانقة وظروف اقتصادية شديدة القسوة.

شاركها.
اترك تعليقاً