بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في
آخر تحديث

اعلان

ووفقًا لأرقام نشرها المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE) ونشرتها إذاعة “راديو فرنسا” في 23 يوليو، تم تسجيل 651 ألف حالة وفاة مقابل 650 ألف ولادة بين 1 يونيو/حزيران 2024 و31 مايو/أيار 2025، ما يعني عجزًا ديموغرافيًا بلغ ألف شخص.

الخبير الديموغرافي جوليان دامون، المدير السابق للدراسات في الصندوق الوطني للإعانات العائلية (CNAF)، صرّح لراديو فرنسا قائلاً: “التحول نحو العجز السكاني هو أمر جديد”، وأضاف: “ما نشهده هو تسارع غير متوقّع في التغير الديموغرافي. كان من المتوقع أن يحدث هذا التحوّل بحلول عام 2035، لكننا وصلنا إليه قبل عشر سنوات كاملة. وهذا يوضح مدى خطورة انخفاض الخصوبة”.

ورغم أن “فرنسا الكبرى” كانت تعاني منذ سنوات من انخفاض عدد المواليد مقارنة بالوفيات، إلا أن هذا الاتجاه أصبح يشمل الآن جميع المناطق، بما فيها أقاليم ما وراء البحار.

مؤشرات مقلقة: خصوبة أقل ومواليد أقل

تشير أرقام المعهد الوطني للإحصاء إلى أن النساء في فرنسا يلدن طفلًا أول في سن متأخرة نسبيًا، إذ يبلغ متوسط سنّ الإنجاب الأول 29 عامًا، أي بعد خمس سنوات من المعدل المسجل عام 1974. وتُظهر هذه البيانات استمرارًا لاتجاه طويل الأمد بدأ في أواخر سبعينيات القرن الماضي في فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريحات لمجلة “المرأة الحالية” في يونيو الماضي، قالت وزيرة العمل والصحة كاثرين فوتران: “الانخفاض في عدد الولادات مستمر، بل تسارع بشكل خاص منذ عام 2022″، مؤكدة أن “فرنسا تفقد ما معدله 30 ألف ولادة سنويًا”، ومضيفة: “السؤال لم يعد: هل سيحدث هذا التحول؟ بل: متى؟”.

في موازاة هذا التراجع في الولادات، تتزايد معدلات وفيات الرضع في فرنسا، حيث يُتوقع وفاة 2700 طفل دون سن عام واحد في عام 2024، بحسب دراسة نشرها المعهد الوطني للإحصاء في 10 أبريل. وسجّل معدل وفيات الرضع ارتفاعًا تدريجيًا منذ عام 2011، من 3.5 إلى 4.1 لكل ألف ولادة حية، أي أن واحدًا من كل 250 طفلًا يموت قبل بلوغه عامه الأول.

وتُسجّل ربع هذه الوفيات يوم الولادة، ونصفها خلال أول 27 يومًا، أما الربع الأخير فيحدث بعد اليوم الثامن والعشرين وحتى نهاية السنة الأولى من العمر. كما تبيّن الدراسة أن الذكور، الذين يتأثرون أكثر بالمضاعفات الوراثية ومشاكل الولادة، أكثر عرضة للوفاة بنسبة 1.2 مرة مقارنة بالإناث.

عوامل الخطر: الفقر، وعمر الأم، ونوع الولادة

الأطفال المولودون في حالات حمل متعددة، مثل التوائم، معرضون للوفاة قبل عامهم الأول بمعدل أعلى بخمس مرات مقارنة بغيرهم. كما أن الخطر يتزايد بين أطفال الأمهات صغيرات السن جدًا أو كبيرات السن جدًا، والعاملات في وظائف يدوية، وغير النشيطات اقتصاديًا، فيما يكون أقل بين الأمهات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 26 و37 عامًا.

ويظل الوضع أكثر حرجًا في أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، حيث ترتفع معدلات الفقر وتزداد المشاكل الصحية بين النساء، ما ينعكس على صحة الأطفال ومعدلات وفياتهم.

ووفقًا للمعهد، فإن التقدّم الطبي في السنوات الأخيرة، والذي سمح ببقاء الأطفال المولودين في حالات حرجة على قيد الحياة لبضع ساعات أو أيام بعد الولادة، قد يكون من بين العوامل التي أسهمت جزئيًا في ارتفاع معدل وفيات الرضع منذ عام 2011.

ومنذ عام 2015، بات معدل وفيات الرضع في فرنسا أعلى من متوسط الاتحاد الأوروبي، الذي سجّل في 2023 معدلًا بلغ 3.3 لكل ألف، مقارنة بـ4 لكل ألف في فرنسا.

شاركها.
اترك تعليقاً