اعلان

أثار قرار المملكة المتحدة وأربع دول حليفة لها فرض عقوبات على وزيرين بارزين في الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة موجة انتقادات حادة من واشنطن وتل أبيب، في خطوة تعكس اتساع الهوة بين إسرائيل وبعض حلفائها التقليديين بشأن الحرب في غزة.

ففي بيان رسمي، عبّر وزير الخارجية ماركو روبيو، عن رفضه الشديد للخطوة، معتبراً أن العقوبات “لا تساهم في دعم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار، أو إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم، أو إنهاء الحرب الدائرة”.

العقوبات التي فُرضت من قِبل بريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا والنرويج، استهدفت وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، متهمةً إياهما بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، لا سيما من خلال دعواتهما إلى التهجير القسري وتوسيع المستوطنات، وهو ما وصفته تلك الدول بـ”الخطاب المتطرف والخطير”.

الوزيران، اللذان يمثلان رأس الحربة في الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، لم يلتزما الصمت. فقد رد بن غفير بنبرة متحدية قائلاً: “نجونا من فرعون، وسننجو من كير ستارمر”، في إشارة إلى رئيس الحكومة البريطانية، ومقارنًا العقوبات بـ”الكتاب الأبيض” البريطاني الذي قيّد الهجرة اليهودية إلى فلسطين عام 1939. وأكد: “سأواصل العمل من أجل إسرائيل دون خوف أو ترهيب”.

أما سموتريتش، فاعتبر أن بريطانيا “تحاول مجددًا منعه من استيطان أرضه”، متوعدًا بمواصلة البناء في الضفة الغربية، رغم الانتقادات الدولية.

وفي واشنطن، وصف السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، العقوبات بأنها “تجاوز لا يُصدق”، بينما دعا ماركو روبيو إلى إلغائها، قائلاً إن “العدو الحقيقي لا يجب أن يُنسى”، في إشارة إلى حماس، ومؤكدًا أن بلاده “تقف جنبًا إلى جنب مع إسرائيل”.

رد الفعل الإسرائيلي الرسمي لم يتأخر، إذ أدانت الحكومة بشدة القرار، واعتبره وزير الخارجية جدعون ساعر “خطوة مشينة”، معلنًا عن اجتماع مرتقب مع رئيس الحكومة لبحث الرد. كما حذر من أن هذه الخطوة “قد تشجع حماس على التشدد في مفاوضاتها”.

حتى رموز الوسط في السياسة الإسرائيلية انتقدوا العقوبات، فقد وصف بيني غانتس، وزير الدفاع السابق ومنافس نتنياهو، القرار بأنه “خطأ أخلاقي جسيم”، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوات تبعث “برسالة خاطئة للإرهابيين حول العالم”.

وتأتي هذه التطورات بينما تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، وسط تنديد متزايد من قبل منظمات حقوق الإنسان بالحصار المفروض على غزة، محذرين من أن القطاع يقترب من حافة المجاعة.

شاركها.
اترك تعليقاً