أثارت صورة اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدد من زعماء أوروبا في البيت الأبيض موجة سخرية وانتقادات واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك لأن المشهد غير مألوف في الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولات المتبعة في مثل هذه اللقاءات الرفيعة.
وأظهرت الصورة ترامب جالسا خلف مكتبه في المكتب البيضاوي، والقادة الأوروبيون أمامه على مقاعد خشبية صغيرة نسبيا، في مشهد وصفه ناشطون بأنه أقرب إلى جلوس تلاميذ أمام معلمهم في انتظار التعليمات.
وفي المقابل، نشر البيت الأبيض صورتين من اللقاء: الأولى للرئيس ترامب أمام الزعماء الأوروبيين، والثانية للزعماء الأوروبيين أمام ترامب، وأرفقها بتعليق: “يوم تاريخي في البيت الأبيض، حيث انضم قادة أوروبيون إلى الرئيس ترامب في المكتب البيضاوي.. الرئيس دونالد ج. ترامب هو رئيس السلام”.
A historic day at the White House as European leaders joined President Trump in the Oval Office.
President Donald J. Trump is the President of PEACE. 🇺🇸 pic.twitter.com/V91JvL7K9Z
— The White House (@WhiteHouse) August 19, 2025
غير أن هذا التوصيف الرسمي الإيجابي اصطدم مباشرة بموجة سخرية وانتقادات واسعة على منصات التواصل، إذ رأى مغردون أن الصورة لم تكن مجرد لقطة سياسية عابرة، بل تجسيدا بصريا لاستمرار الدور القيادي للولايات المتحدة في النظام الدولي، مشيرين إلى أن الرمزية في الصور كثيرا ما تتجاوز تأثير الخطابات الرسمية.
الصورة التي جمعت الرئيس الأمريكي ترامب بقادة أوروبا لم تكن مجرد مشهد سياسي، بل تعبير بصري عن استمرار الدور القيادي لأمريكا في النظام الدولي.
كما أن الدراسات في العلاقات الدولية تؤكد أن الصور الرمزية كثيرًا ما تفوق الخطابات الرسمية في التأثير، وهو ما بدا واضحًا حين شبّه بعض… pic.twitter.com/tmoQHXblIs— أحمد الجلعود (@577_ah) August 19, 2025
وشبه بعض المعلقين القادة الأوروبيين بـ “طلاب أمام الناظر الأميركي”، بينما اعتبر آخرون أن الصورة تحمل رسالة واضحة أراد ترامب توجيهها، مفادها أن “أوروبا ليست ندا، بل مجرد تابع ينتظر التعليمات”.
وأشار مدونون إلى أن مشهد جلوس القادة الأوروبيين في صف واحد متراص أمام ترامب بدا وكأنهم موظفون يقدمون تقاريرهم لمدير شركة، لا رؤساء دول يمثلون قارة بأكملها.
📸 Scenes from the Oval Office on an historic day pic.twitter.com/ijs75dayYf
— Rapid Response 47 (@RapidResponse47) August 19, 2025
في السياق نفسه، رأى آخرون أن ترامب فرض لغة الجسد على البروتوكول وحول القادة الأوروبيين إلى “كومبارس” في مسرحية استعراض قوته، معتبرين أن الأمر لا يتعلق فقط بالشكليات الدبلوماسية، بل برسائل إذلال مقصودة تختصرها عبارته الشهيرة: “أميركا أولا… وأوروبا مجرد ظل”.
وأضافوا أن المشهد بدا أقرب إلى مكتب مدير مدرسة، صورة تختصر ألف بيان صحفي. فقد جلس ترامب خلف مكتبه محكم السيطرة، بينما جلس أمامه قادة أوروبا مصطفين كتفا إلى كتف، بوجوه متجهمة ومنهكة.
مكتب مدير المدرسة
هذه الصورة تغني عن ألف بيان صحفي!
يجلس ترامب على مكتبه المُحكم مسيطرا تماما وأمامه دمى أوروبا العالمية المتراصة كتفا بكتف…متجهمين و منهكين.
انظروا إلى لغة الجسد:
• ذراعا ماكرون مطوية.
• يدا أورسولا المُشبوكتان بإحكام.
• زيلينسكي يرتدي الأسود
يبدو… pic.twitter.com/SBiWP3ejig— dr moza tahwara موزه بنت عبيد (@mozatahwarah) August 19, 2025
ولغة الجسد، بحسب المدونين، كانت أكثر تعبيرا من أي خطاب: ذراعا ماكرون مطويتان، يدا أورسولا مشبوكتان بإحكام، وزيلينسكي بملابسه السوداء بدا كتلميذ متذمر، وقد انشغل آخرون بتدوين الملاحظات وكأنهم طلاب متوترون.
في تلك اللحظة لم يظهر القادة زعماء دول كبرى، بل مجموعة طلاب استدعوا لتبرير أفعالهم أمام “مدير المدرسة”. أما ترامب، فلم يعد “الدخيل” الذي يطلب مكانا على الطاولة، بل صار هو صاحب الطاولة، ومن بيده سلطة إصدار الحكم.
وكتب أحد النشطاء: “غطرسة استعراض القوة.. ترامب ناظر المدرسة، وقادة أوروبا الذين كانوا يوما إمبراطوريات استعمارية احتلت نصف العالم، صاروا طلابا يتذللون أمامه، وزيلينسكي يبحث عن دروس خصوصية في كيفية التعامل مع الرئيس الأميركي السابق”.
#صورة_اليوم
غطرسة استعراض القوة والنفوذ …..
الرئيس #ترامب رئيس #أمريكا الناظر …
وقادة أوروبا بعدما كانوا إمبراطوريا استعمارية احتلت نصف العالم صاروا طلبة يتذللون لترامب وفازعين ل #زيلنسكي رئيس #أوكرانيا…حتى لا ينزف !! ويبدو أخذ دروس خصوصية ونصائح كيف يتعامل مع ترامب… pic.twitter.com/D0YvTY6aam— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) August 19, 2025
وأضاف آخر: “ترامب متربعا على كرسي الزعامة، وأعضاء إدارته فوق الأرائك الفخمة، بينما زعماء الدول الكبرى جلسوا على كراس خشبية متهالكة! يحدث هذا في بلد العلاقات العامة والاحترافية العالية في الدبلوماسية”.
يبدو ان البيت الابيض اراد احراج قادة اوربا فسرّب الصور الموجودة في التغريدة ادناه والتي تُظهرهم كتابعين لترامب. في حين ان الصور الرسمية التي تم تداولها في الصحافة العالمية تُظهر قادة اوربا وهم جالسين مع ترامب في قاعة عادية(وليس المكتب البيضاوي) وكلهم جالسين بنفس المستوى مع اعلام… https://t.co/poO9JkCZcZ pic.twitter.com/GUzXiOIvAM
— MUNQITH DAGHER (@MUNQITHDAGHER) August 19, 2025
ورأى ناشطون أن المشهد يجسد بوضوح هيمنة ترامب على أوروبا، في مقارنة مباشرة مع لقائه الأخير بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، حيث بدا التعامل بينهما قائما على الندية الكاملة.