بقلم:&nbspيورو نيوز

نشرت في

اعلان

وفي خطوة لافتة، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صاروخ “خيبر شكن”، وهو أحدث صواريخ الوقود الصلب الباليستية بعيدة المدى، مشيراً إلى أن الهجوم لم يشمل “كافة القدرات المسلحة بعد”، في إشارة إلى إمكانية التصعيد مستقبلاً.

قدرات تقنية متقدمة

بحسب وكالة “إرنا”، ينتمي صاروخ “خيبر شكن” إلى الجيل الرابع من عائلة صواريخ “خرمشهر” الباليستية، ويبلغ مداه 1450 كيلومتراً. ويُعتبر من أبرز التطورات التقنية في منظومة الصواريخ الإيرانية، إذ يتمتع بدقة إصابة عالية بفضل نظام توجيه بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى رؤوس حربية قابلة للمناورة.

ويزن الرأس الحربي شديد الانفجار نحو 1500 كيلوغرام، ويصل طوله إلى 4 أمتار، في حين تبلغ سرعة الصاروخ خارج الغلاف الجوي أكثر من 19,500 كلم/ساعة، وقرابة 9800 كلم/ساعة داخله، ما يجعل اعتراضه صعباً للغاية حتى على أنظمة دفاعية متطورة كـ”باتريوت” و“مقلاع داوود”.

تطوير متسلسل

تعود أولى نسخ الصاروخ إلى عام 2017، عندما كشفت طهران عن “خرمشهر-1” في عرض عسكري بمناسبة “أسبوع الدفاع المقدس”، وكان بطول 13 متراً وقطر 1.5 متر. لاحقاً، ظهر الجيل الثاني “خرمشهر-2” عام 2019، برؤوس موجهة ووزن إجمالي بلغ 20 طناً، ثم تبعه الجيل الرابع “خرمشهر-4” في مايو 2023، دون أن تكشف إيران عن تفاصيل الجيل الثالث “خرمشهر-3″، رغم تأكيد مصادر عسكرية أنه موجود ويتمتع بقدرات متقدمة لم يُفصح عنها لأسباب أمنية.

يتميز “خيبر شكن” بخصائص تصميمية تقلل من قابلية رصده أو اعتراضه، أبرزها عدم احتوائه على جنيحات، مما يقلل من مساحة الاحتكاك ويزيد من سرعته ودقته. ويعتمد الصاروخ على محرك محلي يدعى “أروند”، جرى دمجه داخل خزان الوقود لتقليل الطول وزيادة التمويه، كما يُطلق من منصة متحركة ويُعد للإطلاق خلال أقل من 15 دقيقة.

ويعمل الصاروخ عبر ثلاث مراحل تشغيلية: تبدأ بالإقلاع والارتفاع، ثم توجيه الرأس الحربي بواسطة محركات خلفية بعد انفصاله، وتنتهي بدخول الغلاف الجوي حيث تُفعّل محركات التوجيه النهائية مع الحفاظ على سرعة تفوق 8 ماخ.

دلالات رمزية وعقائدية

يحمل صاروخ “خيبر شكن” دلالة رمزية قوية في الخطاب الإيراني، ويعني اسمه في اللغة العربية “كاسر خيبر” في إشارة إلى معركة خيبر التاريخية التي وقعت بين المسلمين واليهود في الجزيرة العربية. وقد لعب الإمام علي بن أبي طالب دوراً بارزاً فيها، ما يمنح الاسم أبعاداً دينية خاصة لدى الأوساط الشيعية، ويعزز الخطاب الإيراني الذي يربط الصراع مع إسرائيل بسياق “تاريخي وعقائدي”.

وتأتي هذه التطورات بعد استخدام “خيبر شكن” سابقاً في هجومي “الوعد الصادق 1” في أبريل 2024، و”الوعد الصادق 2″ في أكتوبر من العام ذاته، بحسب تقارير إعلامية غربية، ما يعكس اعتماد إيران المتزايد على هذا الطراز في عملياتها البعيدة المدى.

شاركها.
اترك تعليقاً